صفقة أسلحة أمريكية لتايوان تثير غضب الصين: اعتداء على سيادتنا وإضرار بعلاقاتنا مع واشنطن

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/06 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/06 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش
رئيس الصين شي جين بينغ – رويترز

نقلت وسائل إعلام أجنبية، الأربعاء 6 أبريل/نيسان 2022، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن بلاده تعارض بشدة موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على صفقة أسلحة مع تايوان بقيمة 95 مليون دولار، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الصين وتايوان.

 المسؤول الصيني قال إن بكين تتعهد باتخاذ إجراءات "حازمة وقوية" لحماية سيادتها ومصالحها الأمنية، مشيراً إلى أن صفقة الأسلحة الأمريكية مع تايوان "تتعدى بشدة على سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية، وتضر بالعلاقات الأمريكية الصينية، وتعرض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر"، حسب صحيفة independent البريطانية.

وحثت الصين الولايات المتحدة على الالتزام بمبدأ "صين واحدة"، ووقف مبيعات الأسلحة والتعاملات العسكرية مع تايوان.

أفراد من مشاة البحرية في تايوان يجرون تدريبات برمائية على شواطئ الجزيرة، 2021/ رويترز
أفراد من مشاة البحرية في تايوان يجرون تدريبات برمائية على شواطئ الجزيرة، 2021/ رويترز

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت الثلاثاء 5 أبريل/نيسان 2022، موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن على بيع أسلحة وخدمات تدريب إلى تايوان، بقيمة 95 مليون دولار، من أجل المساعدة في الحفاظ على نظام الدفاع الصاروخي أمريكي الصنع "باتريوت" في الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.

البيان الأمريكي ذكر أن من شأن هذه الصفقة العسكرية "المساعدة على حماية مجموعة الصواريخ في تايوان "بهدف ضمان استعدادها لعمليات جوية"، مشيراً إلى أن الأجهزة وخدمات التدريب المتوفرة بمثابة "قوة ردع" في وجه التهديدات الإقليمية وتعزيز نظام الدفاع عن الأراضي التايوانية.

وعادة ما تحتج الصين على مثل هذه الصفقات العسكرية التي تحدث بين كل حين وآخر، وتدعو لقطع أي تعاون كان بين جارتها تايوان والولايات المتحدة. وتطالب الصين بضم جزيرة تايوان منذ انفصالها عن البر الرئيسي في عام 1949 وتنظر إلى هذه القضية باعتبارها أولوية قصوى لها. 

هل الدور على تايوان؟

في الفترة السابقة على بداية الهجوم على أوكرانيا، كانت المؤشرات جميعها تصب في اتجاه متى تقدم الصين على غزو تايوان، ومدى قدرة تايوان على التصدي للغزو، وكيف سيكون رد فعل واشنطن في تلك الحالة، فهل غيَّر الهجوم الروسي على أوكرانيا الأمور أم أنها لا تزال على حالها؟ 

خارطة
خارطة "المنطقة الرمادية" بين الصين وتايوان، والتي تشهد اختراقات جوية صينية متكررة مؤخراً/ عربي بوست

صحيفة The New York Times الأمريكية رصدت إجابة السؤال في تحليل عنوانه "هل تكون تايوان الحرب التالية؟"، كشف عن أن الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي تصفه موسكو بأنه عملية خاصة ويصفه الغرب بالغزو، أدى إلى تضخيم المخاوف من أنَّ العالم قد يشهد مُجدَّداً حقبة شبيهة بالحرب الباردة؛ حيث تتنافس أقوى دول العالم على الهيمنة. 

فالانتصار الروسي في أوكرانيا وتحقيق أهداف الرئيس فلاديمير بوتين قد لا يعني سيطرة روسيا على أوروبا الشرقية فحسب، بل أيضاً بسط الصين لنفوذها على شرق وجنوب شرق آسيا، لاسيما تايوان، بحسب تقرير نيويورك تايمز.

هل تقدم الصين على اتخاذ قرار غزو تايوان؟

يقول ليانج تشي إيفانز تشين، من معهد أبحاث الأمن والدفاع الوطني في تايوان لصحيفة The New York Times الأمريكية: "بالنظر إلى أنَّ الغزو الروسي يتقلّب من سيئ إلى أسوأ، فمن المرجح أن يتحلَّى المسؤولون الصينيون بمزيد من الحذر بشأن إرسال قوات إلى تايوان".

يحقق ذلك نوعاً من الارتياح لتايوان، وهي جزيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 24 مليون نسمة ولديها نظام ديمقراطي ليبرالي قوي واقتصاد حديث، بالإضافة إلى أنَّها الحكومة الآسيوية الوحيدة التي تقنن زواج المثليين، وهو أمر يراه الغرب دليلاً على قوة النظام الديمقراطي.

الصين - تايوان؟ (عربي بوست)
الصين – تايوان؟ (عربي بوست)

لا تتوقع تايوان أنَّها تستطيع هزيمة الجيش الصيني القوي، خاصةً بدون مساعدة مباشرة من الولايات المتحدة. تهدف الجزيرة الآسيوية، بدلاً من ذلك، إلى جعل الحرب تبدو مكلفة للغاية بالنسبة للصين حتى تتراجع عن قرار الغزو.

أظهرت الحرب في أوكرانيا إمكانية حدوث هذا الأمر. كانت المقاومة الأوكرانية أشرس مما كان يتوقعه أي شخص. فقد قُتل الآلاف من القوات الروسية، وفقاً لتقديرات الولايات المتحدة. قد تواجه الصين نفس السيناريو في تايوان؛ حيث وجدت استطلاعات الرأي أنَّ ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان على أتم الاستعداد لمواجهة الغزو الصيني.

تشير أيضاً العقوبات القوية الشاملة المفروضة من الغرب ضد روسيا إلى أنَّ غزو تايوان قد يلحق أضراراً اقتصادية مؤلمة للصين. تؤكد العقوبات، إلى جانب إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، استعداد الدول الغربية لدعم الديمقراطيات التي تتعرض للهجوم.

قد تذهب قرارات الغرب إلى ما هو أبعد من ذلك في حالة غزو تايوان، مع احتمالية حدوث تدخل عسكري أمريكي مباشر لمواجهة هذا الغزو. كان جو بايدن قد أعلن أنَّ القوات الأمريكية لن تقاتل في أوكرانيا، لكن سياسة الغموض الإستراتيجي التي تتبعها واشنطن عمداً تجاه تايوان لم تتغير.

تحميل المزيد