قالت صحيفة The Times البريطانية إن رومان أبراموفيتش، رجل الأعمال الروسي المقرب من فلاديمير بوتين، لجأ إلى أصدقاء أمريكيين من بينهم مديرون تنفيذيون في هوليوود من أجل الحصول على مساعدة مالية "مؤقتة" لدفع رواتب موظفيه، بنحو مليون دولار، نقلاً عن صحيفة نيويورك بوست الأمريكية.
الصحيفة أضافت في خبرها الذي نشرته الأربعاء 6 أبريل/نيسان 2022، أن أبراموفيتش اتصل بمديرين تنفيذيين في هوليوود وممولين في قطاع الخدمات المالية الأمريكي "وول ستريت" وشركات التكنولوجيا الكبرى من أجل الحصول على مساعدات مالية.
الأزمة توقف أعمال بناء قصره في تل أبيب
ويبدو أن الأزمة المالية التي يعانيها أبراموفيتش بسبب العقوبات المفروضة عليه منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، جعلته يأمر بوقف أعمال تشييد قصره الجديد في تل أبيب.
وتزعم صحيفة نيويورك بوست أن العقوبات أوقعت أبراموفيتش في تعسُّر مالي، وجعلته يعاني نقصاً في السيولة النقدية. ونقلت عن مصدر لم يُذكر اسمه أن "رومان طلب من جميع أصدقائه ذوي النفوذ السماح له باقتراض مليون دولار"، وأنه قال لهم: "إنه لم يسبق أن انقطع قط عن تسديد رواتب موظفيه، والتي تبلغ 750 ألف دولار في الأسبوع، وإنه عاجز عن دفع رواتب العاملين لديه بعد تجميد أصوله المالية".
وتقول الصحيفة إنها لم تنجح في الوصول إلى أبراموفيتش ووكلائه للحصول على تعليق بشأن هذه الأخبار، كما لم يستجب مدير تنفيذي زُعم أنه طلب منه قرضاً لطلب التعليق.
يُذكر أن أبراموفيتش أصبح مواطناً إسرائيلياً في عام 2018 واشترى منزلاً على شاطئ البحر مقابل 70.5 مليون دولار، كما اشترى فندقاً في تل أبيب، وهو عقار مكون من 3 فيلات، وحصل على تصريح تخطيط لبناء منزل من 12 غرفة نوم مع موقف سيارات تحت الأرض وفناء مركزي، إلا أن أعمال البناء التي كانت على وشك الاكتمال، يبدو أنها توقفت أمس وانقطعت الأصوات في المكان وأمسى فارغاً، إلا من اثنين من الحراس الذي يحرسون العقار.
وقال نيك كوفمان، المحامي الإسرائيلي المتخصص في اللوائح الدولية ذات الصلة، إن إسرائيل لم تفرض أي قيود مالية على أبراموفيتش لأنها تفتقر إلى تشريع أساسي يمكِّنها من ذلك. وأضاف أن أي مساع لسنِّ تشريع جديد أو تعديل التشريعات الحالية ستستغرق وقتاً طويلاً.
وتشير تقديرات إلى أن ثروة أبراموفيتش تبلغ نحو 8.2 مليار دولار، إلا أن نخبة رجال الأعمال المقربة من بوتين وجدت نفسها بعد الحرب الروسية على أوكرانيا عرضةً لعقوبات مالية من بريطانيا والاتحاد الأوروبي وسويسرا وكندا.
وقالت الحكومة البريطانية، التي فرضت عليه عقوبات في 10 مارس/آذار، إنها تسعى إلى "عزل بوتين ومن حوله"، وهكذا جمَّدت الحكومة أصول إبراموفيتش في بريطانيا، وحتى ناديه تشيلسي لكرة القدم، ومُنع من السفر إلى البلاد، وحُظر على المواطنين والشركات البريطانية إبرام صفقات معه.
أسطول من اليخوت "السرية"
كان تحقيق أجرته صحيفة Financial Times البريطانية كشف، الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022، أن الملياردير ورجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش يملك أو تربطه علاقة بمجموعة مكونة من خمسة يخوت تقدر قيمتها بنحو مليار دولار.
العديد من يخوت الملياردير الروسي كانت في طي الكتمان حتى الأسبوع الماضي، بعدما فرضت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات عليه في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا بسبب علاقته الوثيقة المزعومة بالرئيس فلاديمير بوتين.
وسبق أن أشارت تقارير كثيرة إلى أن أبراموفيتش هو مالك اليختين سولاريس وإكليبس، بقيمة 474 مليون دولار و437 مليون دولار على التوالي، وفقاً لخدمة بيانات اليخوت "VesselsValue". لكن صحيفة Financial Times كشفت الأسبوع الماضي، أنه يمتلك أيضاً اليختين هالو وغرسون، وكلاهما يرسو في أنتيغوا.
ولم تكن حكومة أنتيغوا على علم بملكية اليختين الراسيين على الجزيرة قبل تلقيها استفسارات صحيفة Financial Times، وهو ما يدل على حجم التحدي الذي تواجهه سلطات المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في فرض العقوبات.
وتُقدَّر قيمة هالو وغرسون بـ38 مليون دولار و20 مليون دولار على التوالي، وهما الآن عرضة لخطر المصادرة.
وفي خطاب موجه إلى المفوض السامي البريطاني إلى باربادوس بخصوص اليختين، قال وزير خارجية أنتيغوا، بول شيت غرين، إن الجزيرة "ستقدم كامل المساعدة لحكومة المملكة المتحدة" إذا تلقت طلباً بموجب "معاهدة المساعدة القانونية المتبادلة" بين البلدين.
وأشار الخطاب إلى أن أنتيغوا طلبت معلومات عن الشركة التي تمتلك اليختين والمسجلة في جزر فيرجن البريطانية، بعد "مزاعم صحيفة Financial Times المتكررة بأن اليختين ربما يكونان مملوكين للسيد رومان أبراموفيتش".