قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء 5 أبريل/نيسان 2022، إن أوكرانيا ستصير أشبه "بإسرائيل كبيرة" مع تصدُّر الأمن قائمة الأولويات في السنوات العشر المقبلة.
بينما قال إن جهود أوكرانيا لصدّ القوات الروسية عن ماريوبول تواجه صعوبات جمة، وأضاف في مقابلة تلفزيونية مع وسائل إعلام محلية أن الوضع العسكري في المدينة الساحلية التي تقع جنوب البلاد "صعب للغاية".
كما أوضح الرئيس الأوكراني أن تركيا اقترحت خطة لإجلاء الجرحى والجثث من المدينة، لكنه حذّر من أن المبادرة تعتمد على إرادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تحديد مصير أوروبا بعد أوكرانيا
قبل ذلك، قال زيلينسكي، الإثنين 4 أبريل/نيسان، إن تحديد مصير أوروبا الشرقية والوسطى ومنطقة البحر الأسود بأكملها يتم حالياً على الأراضي الأوكرانية.
جاء ذلك في خطاب ألقاه زيلينسكي عبر تقنية الفيديو أمام البرلمان الروماني، بعد عودته من زيارة لمنطقة "بوتشا" القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف.
إذ قال زيلينسكي: "إن السبب الذي يجعل روسيا تدعو علناً إلى الإبادة الجماعية هو اعتقاد كبار المسؤولين الروس أن القادة الأوروبيين سوف يفشلون، وسيكونون ضعفاء، وأن أوروبا تفتقر إلى القيادة، وغير قادرة على الدفاع عن القيم التي وحَّدت القارة".
زيلينسكي دعا كذلك إلى "الوقوف معاً" لإيقاف الأشخاص الذين اعتادوا الإفلات من العقاب، قائلاً: "يجب أن نوقف أولئك (الروس) الذين يريدون الإبادة الجماعية في أوروبا".
كما أشار إلى أن أوكرانيا "ليست الهدف الأخير للعدوان الروسي"، مؤكداً أن القوات الروسية "تحاول تجاوز مدينة "ميكولايف" (جنوب) والاستيلاء على "أوديسا" التي تبعد خطوة واحدة عن مولدوفا.
بينما قال زيلينسكي: "لطالما قال مروّجو الدعاية الحكومية الروسية إن مولدوفا أيضاً هدف للتوسع الروسي. لذلك، فإن دفاع الأوكرانيين عن دولتهم شرط أساسي مسبق لأمن واستقلال مولدوفا. وبالتالي فهو شرط أساسي للسلام في كامل منطقة نهر الدانوب الكبيرة".
فظائع بوتشا ومسؤولية روسيا
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين، إن من الواضح أن القوات الروسية مسؤولة عن الفظائع في بلدة بوتشا الأوكرانية، ولكنها أقرت بعدم تأكدها تماماً من طبيعة الوحدات التي كانت تعمل في المنطقة.
جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، قال كذلك في إفادة صحفية: "أعتقد أنه من الواضح تماماً، ليس فقط بالنسبة لنا ولكن للعالم، أن القوات الروسية مسؤولة عن الفظائع في بوتشا".
كما أضاف: "لا أعتقد أن بوسعنا الآن تحديد ماهية تلك الوحدات، وما إذا كانت من المتعاقدين أو من المقاتلين الشيشان، لكننا بالتأكيد لا ننفي أن هذه الفظائع ارتُكبت على أيدي الروس".
في حين أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، الإثنين، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على روسيا، جاء ذلك على خلفية تقارير تحدثت عن ارتكاب القوات الروسية فظائع ضد المدنيين في المناطق التي انسحبوا منها في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف.
كما قال سوليفان، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي، بالبيت الأبيض: "يمكنكم توقع إعلان مزيد من العقوبات هذا الأسبوع". وأضاف: "ننسق مع حلفائنا وشركائنا حول الأمر، عموماً نعم، هذا الأسبوع سيكون لدينا عناصر ضغط اقتصادي إضافية لنعلن عنها".