كشفت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء 5 أبريل/نيسان 2022، أنها ستتشاور مع الحلفاء لضمان أن تدفع روسيا والرئيس فلاديمير بوتين ثمن جرائم الحرب التي تُرتكب في أوكرانيا، وذلك بعد أن أثارت صور القتلى الملقاة على الطرقات في مدينة بوتشا صدمة لدى الغرب.
مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قال إن الرئيس جو بايدن سيتشاور مع الحلفاء لضمان أن تدفع روسيا والرئيس فلاديمير بوتين ثمن جرائم الحرب التي تُرتكب في أوكرانيا.
وفي حديث للصحفيين في البيت الأبيض، قال سوليفان إنه لم يرَ حتى الآن دليلاً على أن الفظائع الروسية ارتقت إلى مستوى الإبادة الجماعية، وقال إن مشاورات قد تجرى في المحكمة الجنائية الدولية أو في مكان آخر.
عقوبات إضافية على روسيا
وبدا أن اكتشاف مقبرة جماعية وجثث تم إطلاق النار عليها من مسافة قريبة في بوتشا، وهي بلدة خارج كييف استردتها القوات الأوكرانية من القوات الروسية، سيحفز الولايات المتحدة وأوروبا لفرض عقوبات إضافية على موسكو.
إذ قال سوليفان إن عضوية روسيا الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تعني أن موسكو قد تعرقل أي مساءلة عن جرائم الحرب هناك.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت عمليات القتل في بوتشا يمكن أن تكون بناء على أوامر بوتين أو ارتكبتها قوات روسية تصرفت من تلقاء نفسها، قال سوليفان إن واشنطن حذرت حتى قبل الغزو من أن روسيا كانت تنوي "قتل المعارضين كسياسة في هذه الحرب"، و"فرض عهد من الإرهاب في أنحاء الأراضي المحتلة في أوكرانيا؛ لذا لا تعتقد الولايات المتحدة أن هذا حادث عشوائي بل تعتقد أنه كان جزءاً من الخطة"، مضيفاً أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على معلومات من أربعة مصادر لبناء قضية تتعلق بجرائم الحرب وهي معلومات الولايات المتحدة وحلفائها بما في ذلك من أجهزة المخابرات، وما شاهده الأوكرانيون أنفسهم على الأرض، والمنظمات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة، والمقابلات من وسائل الإعلام العالمية المستقلة".
ومن ناحيته، قال فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي إن بلاده ستقدم "أدلة عملية" لمجلس الأمن التابع للمنظمة على أن قواتها لم تقتل مدنيين في أوكرانيا ولم تشارك في أحداث بوتشا، وذلك حتى لا ينخدع المجتمع الدولي بما وصفه مؤامرة كييف الكاذبة ورعاتها الغربيين.
صدمة لدى الغرب
ويأتي هذا بعد أن أثارت صور القتلى بمدينة بوتشا في أوكرانيا صدمة لدى الدول الغربية الحليفة لكييف، التي اتهمت موسكو بأنها نفذت "مجزرة" بحق سكان المدينة قبل أن تنسحب منها، فيما نفت روسيا مسؤوليتها عن قتل المدنيين، واعتبرت أن صور الضحايا بالمدينة التقطت "بأوامر" أمريكية.
بينما قالت السلطات الأوكرانية، الأحد، إنها تحقق في جرائم حرب روسية محتملة بعد العثور على مئات الجثث، بعضها لأشخاص تم تقييدهم وإطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة، في أنحاء بلدات قرب العاصمة كييف بعد انسحاب قوات روسية من المنطقة.
كانت صور صادمة قد نشرتها أوكرانيا وتُظهر جثامين منتشرة في شوارع بوتشا الواقعة شمال غرب العاصمة كييف، بعدما خرجت منها القوات الروسية، وكانت الجثث في وضعيات مختلفة، وبعضها ينظر إلى السماء بعيون مفتوحة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
رئيس بلدية المدينة أناتولي فيدوروك كان قد قال للوكالة الفرنسية: "لقد قتل كل هؤلاء الأشخاص، أُطلقت عليهم برصاصة في مؤخر الرأس"، كما اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بارتكاب "مجزرة متعمّدة" في بوتشا.
بالموازاة مع ذلك، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بارتكاب "مجزرة متعمّدة" في بوتشا، وكتب على تويتر "إن مجزرة بوتشا كانت متعمّدة. الروس يريدون القضاء على أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين. يجب أن نوقفهم ونطردهم. أطالب بعقوبات جديدة مدمرة من مجموعة السبع حالاً".
بدورها، أكدت المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينديكتوفا أن السلطات الأوكرانية عثرت على 410 جثث في بلدات قرب كييف.
روسيا تعلق
في تعليقها على تصريحات ومواقف الغرب، قالت وزارة الخارجية الروسية إن صور القتلى المدنيين في مدينة بوتشا كانت "بأوامر من الولايات المتحدة في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم لموسكو"، وفق تعبيرها، ونفت روسيا مزاعم أوكرانيا بأنها قتلت مدنيين في بوتشا.
المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت في مقابلة للتلفزيون الرسمي في وقت متأخر من مساء الأحد 3 أبريل/نيسان 2022: "من هم أساتذة الاستفزاز؟ بالطبع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".
اعتبرت زاخاروفا أن التنديد الغربي الذي اجتذبته صور القتلى المدنيين على الفور يشير إلى "أن الرواية جزء من خطة لتشويه سمعة روسيا"، وأضافت: "في هذه الحالة، يبدو لي أن هذه التصريحات (بشأن روسيا) التي جاءت في الدقائق الأولى بعد ظهور هذه المواد لا تترك مجالاً للشك فيما يتعلق بمن 'أمر' بهذه القصة".