لابيد يقتحم باب العامود ويؤجج التوترات بالقدس.. اشتباكات توقع إصابات بين الفلسطينيين، وإسرائيل تعزز قواتها

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/04 الساعة 08:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/04 الساعة 08:39 بتوقيت غرينتش
قمعت قوات إسرائيلية فلسطينيين في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة واعتقلت عددا منهم/ الأناضول

أصابت الشرطة الإسرائيلية 19 فلسطينياً واعتقلت 10 آخرين، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، خلال مواجهات في منطقة "باب العامود" وسط مدينة القدس الشرقية المحتلة، فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية)، في بيان، أن مواجهات كبيرة اندلعت في المنطقة بين الشرطة الإسرائيلية وشبان فلسطينيين، وذلك على خلفية اقتحام وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، منطقة باب العامود في القدس الشرقية المحتلة.

الجمعية قالت إنّ الإصابات نتجت عن الاعتداء بالضرب والرصاص المطاطي، وعادة ما يتجمع شبان فلسطينيون في المنطقة بعد تناول الإفطار في شهر رمضان، وتحاول الشرطة الإسرائيلية في أحيان كثيرة تفريقهم.

بدورها، ذكرت الشرطة الإسرائيلية، في بيان مقتضب، أنها اعتقلت 10 فلسطينيين، بتهمة "إثارة الشغب"، على حد قولها، وقالت الشرطة إن أحد عناصرها أصيب بجروح طفيفة، نتيجة إلقاء زجاجة فارغة على وجهه.

جولة لابيد في باب العامود 

وتأتي هذه التوترات بعد أن اقتحم لابيد ساحة باب العامود، حيث زار مركز الشرطة الإسرائيلية هناك، برفقة مسؤولين إسرائيليين كبار؛ إذ نقلت وسائل إعلام عبرية عن الوزير قوله، خلال الجولة، إن "هذه أيام حساسة وهناك محاولات لتنفيذ عمليات، ولذلك قررت الحكومة نشر 8 آلاف عنصر شرطة خلال فترة الأعياد اليهودية".

فيما قالت الخارجية الفلسطينية، في بيان، إنها تدين "الوعود التي أطلقها لابيد للمستوطنين اليهود (خلال الاقتحام) بنشر مزيد من قوات الاحتلال وشرطته بالقدس بحجة توفير الحماية لهم في الأعياد اليهودية".

ووصفت الوزارة الفلسطينية تلك الوعود بأنها "تحريضية ضد الفلسطينيين، وكيل الاتهامات لهم بشكل مسبق، في تجسيد لأبشع أشكال نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري) الإسرائيلي الذي يفرضه الاحتلال على المواطن الفلسطيني بالقوة".

وأضافت أن ذلك يأتي "في إطار منظومة الاحتلال الاستعمارية التهويدية التوسعية التي تقيد حرية الإنسان الفلسطيني وتصادرها، وكأن هناك فقط أعياداً يهودية يجب توفير الحماية خلالها، في تجاهل تام لوجود أعياد للمسلمين والمسيحيين"، وتابعت أن تصريحات لابيد فيها "تنكر لحقيقة أن المتطرفين اليهود هم الذين يعتدون على المقدسات المسيحية والإسلامية وأتباعها من الفلسطينيين".

وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد 

وفي وقت سابق، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بـ"الألم" حال اندلاع تصعيد عسكري جديد، فيما طلبت تل أبيب من القاهرة التدخل لحث الفصائل على عدم التصعيد، وفق إعلام عبري.

وقال غانتس في مقابلة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "في الوقت الحالي لا تريد حركة حماس التصعيد، لكننا نفترض أنه يمكن حدوث تصعيد، لكن على سكان غزة- بمن فيهم حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني- اختيار نوع رمضان الذي يريدونه"، ومضى قائلاً؛ "إذا كان هناك نشاط ضد إسرائيل من قطاع غزة فإن غزة ستعاني من ألم.. أقترح عليها أن توفره على نفسها".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "إنهم يعرفون قدراتنا، مع كل أدواتنا، إذا ما ضغطوا الزناد، فسوف ننقض عليهم".

في سياق متصل، كشفت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، الأحد، أن رئيس مجلس الأمن القومي "إيال حولتا"، تحدث الخميس مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل بخصوص التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وقالت القناة إن ذلك جاء في إطار "محاولة إسرائيل دفع مصر للضغط على التنظيمات الفلسطينية لعدم تصعيد الموقف".

فيما تخشى إسرائيل من رد حركة "الجهاد الإسلامي" على اغتيال 3 من عناصرها قرب جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن ما ينبغي أن يقلق إسرائيل هو إمكانية أن تذهب الحركة للرد على الاغتيالات من قطاع غزة، بعض النظر عما إن كانت "حماس" التي تسيطر على القطاع تسعى لتجنب التصعيد حالياً.

وفجر السبت، قتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين قرب مدينة جنين، بدعوى اعتزامهم تنفيذ هجوم داخل إسرائيل، وخلال العملية أصيب أيضاً 4 من جنود الجيش بينهم إصابة خطيرة.

ونعت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، الفلسطينيين الثلاثة، وقالت إنهم من عناصرها.

توترات في القدس 

وفي شهر رمضان 2021، شهدت القدس اعتداءات متصاعدة من جانب الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين وتركزت هذه الاعتداءات بمحيط المسجد الأقصى و"باب العامود" وحي "الشيخ جراح" وسط القدس، وأصيب مئات الفلسطينيين وجرى اعتقال العشرات.

وتطورت تلك الاعتداءات إلى مواجهة عسكرية بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة استمرت 21 يوماً في مايو/أيار 2021.

وأسفر هذا العدوان عن استشهاد وجرح مئات الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل بإطلاق آلاف الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية.

وتشهد منطقة "باب العامود" منذ بداية شهر رمضان توتراً كبيراً، وسط محاولات من قوات الشرطة الإسرائيلية منع تجمهر الشبان الفلسطينيين في المكان، وعادة ما يتجمع الفلسطينيون بشكل مكثف في المنطقة خلال شهر رمضان، ما يدفع الشرطة الإسرائيلية أحياناً لتفريقهم، الأمر الذي يحدث أجواء توتر في المدينة المقدسة.

تحميل المزيد