السويد تعيد إحياء “قوات الحرب الباردة”.. انتشرت بموقع مهم وسط بحر البلطيق لمواجهة أي تهديد روسي

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/04 الساعة 11:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/04 الساعة 11:40 بتوقيت غرينتش
وحدات تابعة للجيش السويدي/ getty images

كان كارل إنغلبريكتسون قائد وحدة في غوتلاند عام 2005 حين سحبت السويد جيشها من هذا الموقع المهم وسط بحر البلطيق خلال فترة السلام التي أعقبت الحرب الباردة، لكنه يرى أن هذه الخطوة لم تكن حكيمة، حسب ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية.

الوكالة أوضحت في تقرير نشرته الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، أن جزيرة غوتلاند تمنح الجيش السويدي موقعاً مهيمناً في بحر البلطيق يمكنه من خلاله السيطرة على الطرق البحرية والمجال الجوي الحيويين، وهي معقل استراتيجي بدا غير ذي أهمية قبل هجوم روسيا على أوكرانيا. 

بينما تستعد السويد، وهي دولة ثرية من دول الشمال الأوروبي اعتادت الابتعاد عن مناطق الحروب -جنباً إلى جنب مع الحكومات في المنطقة- لاحتمال خوضها حرباً مع روسيا، وهو احتمال لم يكن في الحسبان حتى وقت قريب.

تدريبات عسكرية في السويد

فحين أجرت السويد وفنلندا تدريبات عسكرية قبالة غوتلاند في مارس/آذار، انتهكت أربع طائرات مقاتلة روسية لفترة محدودة المجال الجوي السويدي شرق الجزيرة، واعتبر سلاح الجو السويدي هذا الحادث خطيراً بالنظر إلى الوضع الحالي.

أشار خبراء أمنيون إلى أن الجزيرة السويدية ستكون ركيزة أساسية في أي توغل روسي في دول البلطيق. وقال الجنرال مايكل كلايسون، قائد العمليات المشتركة للجيش السويدي، إن السيطرة على غوتلاند تمنح الدولة سيطرة قوية على بحر البلطيق.

كما قال كلايسون إن أي رد للناتو على هجوم سريع سيتعثر إذا سيطرت القوات الروسية على الجزيرة.

فيما أضاف في مقابلة: "الدفاع عن أراضي الناتو في البلطيق قد يزداد صعوبة، وكذلك عن السويد وفنلندا. ومن الضروري أيضاً أن ننتبه إلى أننا لسنا جزءاً من أي تحالف عسكري، وروسيا قد يغريها أن تتحدى بلداً ليس لديه ضمانات أمنية رسمية".

أعطى كلايسون الأمر بإرسال تعزيزات وناقلات جند مسلحة إلى غوتلاند في يناير/كانون الثاني. وهذا الاستعراض المتعمد للقوة دفع الكرملين إلى انتقاد السويد واعتبارها مسؤولة عن تصعيد التوترات في المنطقة. 

هذا الاستياء، الذي أعرب عنه كبير المتحدثين باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، أعطى كلايسون "شعوراً بالإنجاز"، على حد قوله.

الوضع يهدد أمن المنطقة

هذه الإجراءات العسكرية السويدية تدخل في صميم الجدل السياسي في البلاد، فالمسؤولون ممزقون بين التعامل الحذِر مع التوازن في المنطقة الدقيق وارتفاع حجم الدعم الشعبي مؤخراً للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

إذ تُظهر استطلاعات الرأي أن غالبية السويديين يفضلون الانضمام إلى الحلف. ورئيسة الوزراء ماغدالينا أندرشون -التي ستخوض انتخابات في سبتمبر/أيلول- لا تستبعد العضوية في الحلف، وإن أشارت إلى أن تقديم طلب في الوضع الحالي قد يهدد الأمن في المنطقة. 

كما تريد حكومتها، التي تخصص حالياً نحو 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع، رفع هذه النسبة إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي -عتبة الانضمام للناتو- في أقرب وقت "ممكن عملياً".

بينما قالت ماغدالينا مطلع شهر مارس/آذار: "ستؤثر الحرب في أوروبا على الشعب السويدي. فروسيا تهدد الآن النظام الأمني الأوروبي بأكمله، الذي تستند إليه دول أوروبا، ومن ضمنها السويد، في تأسيس أمنها".

أسلحة الجيش السويدي

السويد، التي تشتهر أكثر ما تشتهر بالمستوى المعيشي المرتفع ومحدودية الفساد، ليست غريبة على الأسلحة، فهي مُصدِّر مهم لها. إذ وفرت كل شيء من طلقات المدفعية إلى المقاتلات النفاثة للجيوش على مستوى العالم.

كما أن سلاح "الجيل القادم من الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات" أو NLAW الذي يُحمل على الكتف، والذي طورته في الأصل شركة Saab AB السويدية، أحد أهم المعدات التي تستخدمها القوات الأوكرانية في قتالها مع الجيش الروسي.

يقول إنغلبريكتسون، القائد العسكري السويدي، من غوتلاند إن التزام السويد المالي وقدرتها الصناعية يقويان موقفها.

تحميل المزيد