أصدرت حكومة طالبان المؤقتة في أفغانستان، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، قراراً بحظر زراعة نبات الخشخاش وإنتاج واستهلاك كافة المواد المخدرة والمسكرة في البلاد.
إذ حظرت الحكومة المؤقتة بقرار من زعيم حركة طالبان الملا هبة الله أخوند زاده، إنتاج واستهلاك كافة المواد المخدرة والمسكرة والاتجار بها في أفغانستان.
طالبان تتوعد المخالفين
يمنع القرار زراعة نبات الخشخاش الذي تستخرج منه مادة الأفيون المخدرة، في عموم البلاد. وحذرت حكومة طالبان من أنه ستتم مقاضاة ومعاقبة كل من يخالف القرار.
يشار إلى أن الحظر الذي فرضته حكومة طالبان المؤقتة، كان سارياً أيضاً إبان حكومة أشرف غني، لكن لم يكن يطبق فعلياً.
كما كان استهلاك المشروبات الكحولية محظوراً رسمياً في عهد غني، إلا أنه كان يتم بيعها بشكل سري في كافة أرجاء البلاد.
بعد وصول "طالبان" إلى السلطة، في 15 أغسطس/آب 2021، تراجعت المساعدات الخارجية المقدمة لأفغانستان، ما أدى إلى ظهور تحديات اقتصادية شديدة.
مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد جراء انقطاع المساعدات الدولية، زاد الإقبال من قبل الأفغان على العمل في قطاع المخدرات الذي يدر أرباحاً كبيرة.
فيما لا تزال أفغانستان تستحوذ على 85% من إنتاج الأفيون على مستوى العالم، ويزود الأفيون الأفغاني 8 من كل 10 يتعاطون الأفيون في جميع أنحاء العالم.
من زراعة الحشيش إلى محاربته
فيما أشارت تقارير سابقة إلى أن المخدرات كانت أول مصادر تمويل طالبان على مدار 20 عاماً، استطاعت الحركة أن تصمد خلالها في حربها ضد الولايات المتحدة والقوى الأجنبية، قبل أن تتمكن من إسقاط العاصمة كابول تحت قبضتها.
فمنذ وصول القوات الأمريكية إلى أفغانستان، ضاعفت الحركة زرع حقول الأفيون، وتحكمت في مخابر إنتاج الهيروين، وسيطرت على جزء كبير من تجارة المخدرات.
لسنوات طويلة، ظلت أفغانستان مصدراً لـ84% من الهيروين العالمي، وفقاً لتقرير الموقع الفرنسي أيضاً.
على مدار عقود، ارتبط اسم أفغانستان بزراعة الحشيش "الخشخاش" الذي يستخرج منه الأفيون؛ حيث يستخدم بشكل أساسي في إنتاج العقاقير القوية المسكنة للألم، فضلاً عن أنه يدخل في صناعة مخدر الهيروين القاتل.
بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وصل حجم إنتاج أفغانستان من الأفيون إلى قرابة 6800 طن خلال موسم الحصاد، الذي انتهى في يوليو/تموز 2021، ما يمثل زيادة بنسبة 8% عن إنتاج العام 2020.