التقى وفد إسرائيلي ضمَّ مسؤولين أمنيين، مسؤولين عسكريين سودانيين خلال زيارة سرية للخرطوم في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، السبت 2 أبريل/نيسان 2022، نقلاً عن مصادر سودانية.
بينما لم يصدر أي تأكيد فوري من المتحدثين باسم الحكومة الإسرائيلية والسودانية، فيما زارت وفود إسرائيلية السودان عدة مرات منذ سيطرة الجيش على السلطة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في فبراير/شباط الماضي، أشارت تقارير إلى أن مبعوثاً سودانياً رفيعاً زار تل أبيب سراً من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين. ولم تحدد التقارير هوية المبعوث أو تقدم مزيداً من التفاصيل حول الزيارة.
"تطبيع العلاقات" مع إسرائيل
بينما كان رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قال في مقابلة تلفزيونية أُجريت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن التطبيع مع إسرائيل "ضروري لإعادة السودان إلى المجتمع الدولي".
وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" فإن الجيش في السودان لعب دوراً أكثر نشاطاً في دفع التطبيع مع تل أبيب، مقارنة بالجماعات المدنية الأكثر تردداً في ذلك.
كما أنه خلال شهر مارس/آذار الماضي، قال السفير السوداني المقال لدى الولايات المتحدة، نور الدين ساتي، الذي انتقد الجيش بعد سيطرته على الحكم لقناة كان: "إذا كانت إسرائيل تريد صداقة الشعب السوداني، والتطبيع معه، فعليها أن تأتي من الباب الأمامي الواسع، من باب الشعب السوداني".
فيما شدد على أن "تل أبيب ودولاً أخرى بحاجة لإدراك أنه لن يكون هناك استقرار في السودان في ظل حكم العسكر"، قائلاً: "لا تقفوا مع الجيش الذي يقتل السودانيين، فلن ينسى السودانيون ذلك".
إسرائيل ودور الوساطة في السودان
لم تعد إسرائيل مجرد مراقب لتطورات الأوضاع السياسية بالسودان، بل ذهب مراقبون إلى أنها باتت "وسيطاً" لحل الأزمة بهذا البلد العربي الذي لطالما رفع على مدار عقود "اللاءات الثلاثة" بوجه الدولة العبرية.
إذ تحولت "اللاءات الثلاثة" للسودان ضد التطبيع مع إسرائيل إلى "نعم للمصالح المشتركة". واحتضن السودان قمة "اللاءات الثلاثة" المعروفة بقمة الخرطوم، في 29 أغسطس/آب 1967، بعد هزيمة العرب في الحرب ضد إسرائيل، والتي اندلعت في 5 يونيو/حزيران من نفس العام.
خرجت القمة العربية آنذاك بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاثة؛ "لا صلح، ولا اعتراف، ولا تفاوض مع العدو الصهيوني، قبل أن يعود الحق لأصحابه".
اليوم، لم يعد سراً أن تزور الوفود الإسرائيلية الخرطوم، أو أن تتلقى تل أبيب دعوات من واشنطن للطلب من المكون العسكري السوداني، العودة إلى المرحلة الانتقالية بقيادة مدنية.
كما يرى مراقبون أن تل أبيب دفعت بثقلها نحو حل الأزمة السودانية لتحقيق عدة أهداف، من بينها التسريع في عملية التطبيع بين البلدين نحو مصالح مشتركة اقتصادية وأمنية وعسكرية، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، والتعاون المشترك في عدة مجالات مع الخرطوم.