قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، إن شعبه يتعرض لـ"إبادة جماعية"، لأنه رفض الخضوع لروسيا، مؤكداً أن الغزو الروسي لبلاده "تعذيب لأمة بأكملها"، فيما أعلنت كييف العثور على 410 جثث لمدنيين من الأراضي المحررة في بلدات قرب العاصمة.
جاء ذلك في مقابلة أجراها زيلينسكي مع قناة سي بي إس الأمريكية، بمساعدة مترجم.
فحينما سُئل زيلينسكي عما إذا كانت العملية العسكرية الروسية تصل إلى حد الإبادة الجماعية، أجاب: "إنها فعلاً إبادة جماعية. إنها قضاء على الأمة بأكملها، والشعب كله".
زيلينسكي أضاف: "نحن مواطنون في أوكرانيا، بيننا أكثر من 100 جنسية، إنها محاولة لتدمير كل هذه الجنسيات وإبادتها. نحن مواطنون أوكرانيون، ولا نقبل الخضوع لسياسات روسيا، وهذا هو السبب الذي نتعرض من أجله للتدمير والإبادة. وهذا يحدث في أوروبا في القرن الحادي والعشرين".
فيما أشار زيلينسكي إلى أن الغرب سيفرض مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا بسبب قتل المدنيين في بوتشا ومدن أوكرانية أخرى، لكنه أكد أنها ليست عقاباً كافياً.
كما شدّد على أن مئات الأشخاص قُتلوا في بوتشا وبلدات أخرى بينهم مدنيون قتلوا رمياً بالرصاص.
العثور على مئات الجثث قرب كييف
أعلنت المدعية العامة الأوكرانية، إيرينا فينديكتوفا، عبر شاشات التلفزيون، الأحد، أن ممثلي الادعاء الذين يحققون في جرائم حرب يحتمل أن تكون القوات الروسية ارتكبتها عثروا على 410 جثث لمدنيين من الأراضي المحررة في بلدات قرب كييف، وتم فحص 140 منها من قبل خبراء الطب الشرعي.
بينما نوهت فينديكتوفا إلى أن "هناك بلا ريب جثثاً أخرى كثيرة لم يتم نقلها بعد لفحصها".
كذلك لفتت المدعية العامة الأوكرانية إلى أنه يجري في الوقت نفسه البحث عن شهود بين السكان المحليين، ويتم توثيق أدلة بالصور والفيديو.
كانت السلطات الأوكرانية، أكدت أن جثث نحو 300 شخص دُفِنت في مقابر جماعية في مدينة بوتشا وحدها شمال غرب كييف.
ويتهم الجانب الأوكراني الجنود الروس بقتل مدنيين قبل الانسحاب من مدينة بوتشا، إلا أن موسكو نفت ذلك، وقالت إنها "فبركة واستعراض" أوكراني.
"عقوبات مدمرة"
من جهته، طالب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الأحد، دول مجموعة السبع (G7) بفرض "عقوبات مدمرة" على روسيا، متهماً موسكو بارتكاب مجازر بحق المدنيين في مدينة بوتشا قبل انسحاب قواتها منها.
إذ قال كوليبا، في تغريدة عبر تويتر، إن "المجزرة في بوتشا كانت مقصودة، فالروس يهدفون إلى القضاء على أكبر عدد من الأوكرانيين، لذا يجب إيقافهم عند حدهم وطردهم".
كذلك أردف: "أطالب مجموعة السبع أيضاً بإغلاق الموانئ أمام السفن والبضائع الروسية، وفصل مصارفها عن نظام (سويفت) للتحويلات المالية، فضلاً عن فرض حظر على النفط والغاز والفحم الروسي".
في حين شدّد كوليبا على أن "مجزرة بوتشا، أثبتت أن كراهية روسيا للأوكرانيين تتجاوز أي شيء شهدته أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية"، موضحاً أن "السبيل الوحيد لإيقاف الروس عن حدهم، هو مساعدة أوكرانيا على طرد الروس من أراضيها وفي أسرع وقت".
كانت أوكرانيا قد أعلنت، الجمعة، تحرير مدينة بوتشا القريبة من العاصمة كييف من الجيش الروسي.
فيما كشفت المشاهد القادمة من المدينة بعد تحريرها هول ما تعرضت له المدينة من عنف ودمار كبيرين، خاصة مع انتشار أعداد كبيرة من الجثث في الشوارع والأزقة.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن صور القتلى المدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية أصابته "بصدمة شديدة"، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل "يفضي إلى محاسبة فعالة".
فقد انضم غوتيريش إلى مسؤولين غربيين في التعبير عن غضبهم إزاء تلك الواقعة، قائلاً: "انتابتني صدمة شديدة من صور المدنيين القتلى في بوتشا بأوكرانيا، ومن الضروري أن يؤدي تحقيق مستقل إلى محاسبة فعالة".