قال تحقيق روسي إن جرّاح سرطان زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 35 مرة خلال أربع سنوات، في مقر إقامته على البحر الأسود، مشيراً إلى أن لدى الرئيس عدداً كبيراً من الأطباء الذين يرعون حالته الصحية، ورجح أن يكون بوتين قد خضع لعملية جراحية خطيرة قبل سنوات.
صحيفة The Times البريطانية ذكرت، الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022، أن مجموعة Proyekt للصحافة الاستقصائية في روسيا قالت إن بوتين، الذي يقترب من عيد ميلاده السبعين، ترعاه كتيبة من الأطباء، من ضمنها يفغيني سيليفانوف، جراح الأورام المتخصص بسرطان الغدة الدرقية.
يزعم التحقيق أنَّ سيليفانوف زار الزعيم الروسي ما مجموعه 166 يوماً على مدار أربع سنوات، في أثناء وجود بوتين في سوتشي، وأنَّ بوتين تحوَّل إلى الطب البديل، وينغمس في ممارسة الاستحمام في الدم المستخرج من قرون الغزلان المقطوعة.
المجموعة الاستقصائية الروسية كشفت عن تفاصيل العلاج الطبي المزعوم لبوتين، من خلال فحص وثائق المشتريات الحكومية المتاحة للجمهور.
تُظهر هذه العروض استضافة الأطباء بالعيادة الرئاسية في موسكو بأربعة فنادق مختلفة، استخدمها موظفو الكرملين بالقرب من مقر إقامة بوتين الصيفي Bocharov Ruchey بين عامي 2016 و2020، عندما كان الزعيم يزور المدينة رسمياً أو خلال الفترات التي اختفى فيها عن الرأي العام؛ اختفاءً أثار الجدل.
لكن الكرملين نفى مراراً وتكراراً، التقارير عن اعتلال صحة بوتين، بجانب أنَّ حياته الشخصية محاطة بالسرية.
وجدت المجموعة الروسية، أنَّ فريقاً من الأطباء يصل دائماً إلى المدينة قبل الرئيس مباشرة، لكن في بعض الأحيان "يزداد عددهم كثيراً"، وأضافت أنَّ هناك حالتين، في عامي 2016 و2019، تشيران بقوة إلى أنَّ بوتين خضع لعملية جراحية أو إجراء خطير، على الأرجح على ظهره، كان الأول في وقت لم يُشاهَد فيه بوتين علانية لمدة خمسة أيام.
جاء ذلك في أعقاب شائعات مستمرة عن تعرض بوتين لحادث ركوب حصان أثّر في قدرته على المشي.
تشير الوثائق التي تحدثت عنها المجموعة الروسية، إلى أنه بحلول عام 2019، كان تسعة أطباء في المتوسط يرافقون بوتين في زياراته لسوتشي، وأنه وعلى مدى أربع سنوات، كان الفريق يضم بانتظام، ثلاثة أطباء كالآتي: اثنان من المتخصصين في الأنف والأذن والحنجرة، وسيليفانوف.
أما الطبيب الذي قضى معظم الوقت في سوتشي خلال زيارات بوتين، فهو أليكسي شيغلوف، أحد اختصاصيي الأنف والأذن والحنجرة، والذي أجرى 59 زيارة بين عامي 2016 و2019، لما مجموعه 282 يوماً.
ضم أعضاء الفريق الطبي الآخرون أطباء تخدير وجراح أعصاب واختصاصي أمراض معدية وطبيب عناية مركزة.
لم يُعلِّق الكرملين على تقرير مجموعة Proyekt الروسية، لكن المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، قال في عام 2020، إنَّ صحة الرئيس كانت "ممتازة".
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه عندما وصل بوتين إلى السلطة في عام 2000، كان يبلغ من العمر 47 عاماً، وحرص آنذاك على أنَّ يبدو في مظهر الرجل الذي يتمتع بصحة جيدة، ويحب الرياضة ولا يشرب أو يدخن، وهو تناقض ملحوظ مع سلفه، بوريس يلتسين، الذي كان يعاني من إدمان الخمر وخضع لعملية جراحية في القلب.
على النقيض من ذلك، بدا بوتين رصيناً ونشطاً، يصارع خصومه ويُسقطهم أرضاً على حصيرة الجودو، ويأخذ زمام السيطرة على طائرة مقاتلة. وخلال وباء "كوفيد-19″، ظل بوتين في عزلة صارمة لعدة أشهر وأبقى زواره، وضمن ذلك العديد من القادة الأجانب، عند نهاية طاولة طويلة جداً.