الجيش الروسي ينسحب من مناطق حول العاصمة كييف.. خلّف وراءه جثث جنوده القتلى وحطام دبابات محترقة

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/01 الساعة 20:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/01 الساعة 20:49 بتوقيت غرينتش
دبابات روسية مدمرة/ رويترز

استعادت أوكرانيا مزيداً من الأراضي حول عاصمتها كييف من القوات الروسية التي غادرت القرى المدمرة وتركت دباباتها على طريق الانسحاب، في حين تعثرت محادثات السلام الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022، بسبب هجوم على مركز إمداد روسي عبر الحدود.

إذ رأى مراسلو رويترز في قرية دميتريفكا الصغيرة إلى الغرب من العاصمة، خيوط دخان لا تزال تتصاعد من حطام الدبابات المحترقة وجثث ثمانية جنود روس على الأقل في الشوارع.

تقدم للقوات الأوكرانية على حساب جيش روسيا

من جانبه قال ليونيد فيرشاجين، وهو مسؤول تنفيذي في قطاع الأعمال: "كنا نسمع من جانب دوي قذائف الدبابات المصوبة إلينا، ومن منطقة بوتشا كان هناك قصف هائل بقذائف الهاون"، في إشارة إلى بلدة تقع إلى الشمال.

كما قال رئيس بلدية بوتشا، الجمعة، في مقطع فيديو يبدو أنه صُوِّر خارج مبنى البلدية، إن القوات الأوكرانية تمضي قدماً لاستعادة بوتشا. جاء التقدم بعد عدة أيام من المكاسب الأوكرانية حول كييف وفي الشمال.

في حين قال ماكسيم مارشينكو حاكم منطقة أوديسا بجنوب غربي أوكرانيا، إن ثلاثة صواريخ سقطت على حي سكني بالمنطقة اليوم الجمعة، مما تسبب في سقوط ضحايا، دون أن يحدد عددهم. وتنفي روسيا استهداف المدنيين، وأضاف أن الصواريخ أطلقت من منظومة إسكندر الصاروخية في شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا التي ضمتها روسيا في 2014.

حريق في مستودع وقود

من جانبها قالت موسكو إن حريقاً هائلاً في مستودع وقود بمدينة بيلجورود الروسية، وهي مركز لوجستي للجهود الحربية الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، كان نتيجة غارة جوية شنتها طائرات هليكوبتر أوكرانية. وسيكون مثل هذا الهجوم هو الأول من نوعه في الحرب المستمرة منذ سبعة أسابيع، ونفت أوكرانيا في وقت لاحق، مسؤوليتها عن الحريق.

في حين قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس فلاديمير بوتين أُطلع على الحادث، وإن الهجوم قد يعرّض للخطر مفاوضات السلام بين موسكو وكييف، والتي استؤنفت يوم الجمعة عبر رابط فيديو.

لكن بعد ساعات من الهجوم الذي وردت تقارير بشأنه على مستودع الوقود، قال شاهد لـ"رويترز" عبر الهاتف في بيلجورود، طلب عدم الكشف عن هويته، إن طائرات كانت تحلّق في سماء المنطقة مع انفجارات مستمرة من اتجاه الحدود، وأضاف: "شيء ما، يحدث.. هناك طائرات وانفجارات مستمرة على بعد".

إطلاق صواريخ قرب كييف

في سياق ذي صلة أظهرت لقطات فيديو صوَّرتها كاميرات أمنية من موقع تحققت منه رويترز، وميضاً يبدو أنه ناجم عن صاروخ أُطلق من ارتفاع منخفض في الجو، أعقبه دوي انفجار على الأرض.

في حين قال أكبر مسؤول أمني أوكراني إن المزاعم الروسية بأن بلاده مسؤولة عن الهجوم "غير صحيحة". وفي وقت سابق امتنعت وزارة الدفاع الأوكرانية، عن تأكيد أو نفي أي دور أوكراني.

كذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أوليكسندر موتوزيانيك: "أوكرانيا تنفذ حالياً عملية دفاعية ضد العدوان الروسي على أراضيها، وهذا لا يعني أن أوكرانيا مسؤولة عن كل كارثة تقع على الأراضي الروسية".

دعم روسيا للانفصاليين 

لكن في الوقت نفسه تقول روسيا الآن إنها حوّلت تركيزها إلى منطقة دونباس في جنوب شرقي أوكرانيا التي تقدم فيها موسكو الدعم للانفصاليين منذ عام 2014.

إذ إن الهدف الأكبر لروسيا في هذه المنطقة هو مدينة ماريوبول المحاصرة على البحر الأسود.

فيما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الظروف جعلت من المستحيل، الجمعة، المضي في خطة لإجلاء المدنيين من ماريوبول، حيث وجد عشرات الآلاف من المدنيين أنفسهم محاصرين بإمدادات شحيحة من المياه والغذاء.

من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للصحفيين، إن منسق الأمم المتحدة للمساعدات مارتن غريفيث سيتوجه إلى موسكو يوم الأحد ثم إلى كييف، في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في أوكرانيا.

كيريلو تيموشينكو، نائب مدير مكتب الرئيس، أشارت كذلك في منشور على الإنترنت، إلى أنه تم إجلاء 6266 شخصاً إجمالاً من المدن الأوكرانية عبر ممرات إنسانية، اليوم الجمعة.

لكن وبعد فشلها في الاستيلاء على أي مدينة أوكرانية كبرى بعد خمسة أسابيع من الحرب، وصفت روسيا انسحابها في الشمال بأنه بادرة حسن نية لمحادثات السلام، لكن أوكرانيا وحلفاءها يقولون إن القوات الروسية اضطرت إلى إعادة تجميع صفوفها بعد تكبدها خسائر فادحة، بسبب ضعف الخدمات اللوجستية والمقاومة الأوكرانية الصلبة.

كذلك وفي إربين، وهي ضاحية تقع شمال غربي كييف وكانت إحدى ساحات القتال الرئيسية لأسابيع، استعاد الأوكرانيون السيطرة عليها. وحمل متطوعون وعمال الطوارئ الجثث التي انتشلت من تحت الأنقاض على نقالات. ووضعت نحو 12 جثة في أكياس بلاستيكية سوداء بأحد الشوارع ونُقلت في شاحنات صغيرة.

يُذكر أن بوتين أرسل قواته في 24 فبراير/شباط 2022، لَما وصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا، بينما تصف الدول الغربية ذلك بأنه حرب عدوانية غير مبررة.

تحميل المزيد