توعد جنرال سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 29 مارس/آذار، الفلسطينيين بنكبة أخرى، وذلك بعد ساعات من مقتل خمسة إسرائيليين في تل أبيب، على يد مسلح من الضفة الغربية المحتلة.
وحسب موقع Middle East Eye البريطاني فقد وجّه عوزي دايان، القائد العسكري المخضرم والسياسي الإسرائيلي الذي شغل منصب عضو الكنيست، التهديدَ خلال مقابلة تلفزيونية مع القناة 14 الإسرائيلية.
وقال: "الشيء الذي نحتاج لإخباره للمجتمع العربي، حتى أولئك الذين لم يشاركوا في الهجمات، هو توخي الحذر"، مضيفاً: "إذا وصلنا إلى حالة حرب أهلية، فإنَّ الأمور ستنتهي بكلمة واحدة ووضع تعرفونه؛ وهي النكبة. هذا ما سيحدث في النهاية".
و"النكبة" هي الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على المجازر والتهجير القسري الذي تعرضوا له على يد الميليشيات الصهيونية عام 1948.
في ذلك الوقت استهدفت العصابات الصهيونية قرى فلسطينية بأكملها، وقتلت عشوائياً مدنيين عُزلاً ودفن بعضهم في مقابر جماعية.
واستمرت الغارات بعد إعلان إسرائيل الاستقلال في 15 مايو/أيار 1948. وخلّفت ما يُقدّر بنحو 15 ألف قتيل فلسطيني، كما أجبرت أكثر من 750 ألفاً على الفرار من ديارهم والعيش لاجئين.
وتطلق إسرائيل على أحداث عام 1948 اسم "حرب الاستقلال".
التعامل مع الأمر كحالة "طارئة"
دايان قال: "نحن أقوى، ونعزف عن فعل الكثير مما نستطيع فعله، لكننا سنتصرف وكأنها حالة طارئة".
وأضاف: "حرب الاستقلال لم تكتمل، خاصة من الداخل"، في إشارة إلى المواطنين الفلسطينيين في الداخل، الذين يشكلون الآن 20% من السكان.
جاءت هذه التصريحات بعد حادثة إطلاق نيران يوم الثلاثاء، 29 مارس/آذار، التي جاءت بعد أيام من حادثين مشابهين خلّفا ستة قتلى وعدة جرحى.
وكان ثلاثة من المهاجمين الأربعة في الهجمات، الذين استشهدوا جميعاً في أعقاب إطلاق النار عليهم، من مواطني إسرائيل الفلسطينيين.
عنف المستوطنين
سلسلة عمليات القتل جعلت العديد من الإسرائيليين في خوف من مزيد من العنف، بينما دعا آخرون، وخاصة في اليمين المتطرف، إلى رد فعل قوي من الحكومة.
وفي غضون ذلك، تصاعدت أعمال التحريض والاعتداءات ضد التجمعات السكانية الفلسطينية.
بعد وقت قصير من هجوم يوم الثلاثاء 29 مارس/آذار، تجمع عشرات الإسرائيليين في مكان الحادث حيث رددوا شعارات معادية للفلسطينيين، بما في ذلك "الموت للعرب".
وقال العديد من المواطنين الفلسطينيين في الداخل إنهم لم يغادروا منازلهم للعمل يوم الأربعاء، 30 مارس/آذار، خوفاً من استهدافهم.
وفي الضفة الغربية المحتلة، شن المستوطنون الإسرائيليون الذين يعيشون في مستوطنات تعتبرها العديد من الهيئات العالمية غير قانونية بموجب القانون الدولي- عدة هجمات على الفلسطينيين وممتلكاتهم يوم الثلاثاء.
وقال شهود عيان لموقع Middle East Eye إنَّ المستوطنين قطعوا نحو 170 شجرة زيتون وألحقوا أضراراً بمنازل القرويين ومركباتهم باستخدام الحجارة، في قرية اللبن الشرقية، بالقرب من مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وفي قرية مردا، قرب محافظة سلفيت وسط الضفة الغربية، هاجمت مجموعة من المستوطنين عدة سيارات وحطموا زجاجها وألحقوا أضراراً بدواليبها قبل الفرار.
وسُجِلَت اعتداءات أخرى في الطور وسلوان بالقدس الشرقية المحتلة والخليل.