أثار مرسوم صادر عن رئيس النظام السوري بشار الأسد، الأربعاء 30 مارس/آذار 2022، جدلاً وتندراً بسبب تجريمه "التعذيب" بعقوبات مختلفة تصل إلى الإعدام، بسبب تناقضه مع واقع السجون السورية واكتظاظها بعشرات الآلاف بمن فيهم نساء وأطفال يتعرضون لمعاملة غير إنسانية، حسب العديد من تقارير صدرت عن الأمم المتحدة.
وكالة أنباء النظام السوري "سانا" نشرت الأربعاء تفاصيل القرار الموزع على 8 مواد، ذكر أن المقصود بالتعذيب هنا "كل عمل أو امتناع عن عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد جسدياً كان أم عقلياً يلحق بشخص ما قصداً للحصول منه أو من شخص آخر على معلومات أو اعتراف أو معاقبته على عمل ارتكبه أو تخويفه أو إكراهه على القيام بعمل ما أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب بشخص لأي سبب يقوم على التمييز أياً كان نوعه، أو عندما يحرض عليه أو يوافق عليه صراحة أو ضمناً موظف أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية كما يشمل الأفعال التي تقع من قبل شخص أو جماعة تحقيقاً لمآرب شخصية أو مادية أو سياسية أو بقصد الثأر أو الانتقام".
أشارت أيضاً إلى أن عقوبة السجن "المؤقت" تتراوح بين 3 سنوات والسجن المؤبد بدرجات متفاوتة، وتصل إلى الإعدام "إذا نجم عن التعذيب موت إنسان أم تم الاعتداء عليه بالاغتصاب أو الفحشاء أثناء التعذيب أو لغايته".
كذلك تفاصيل أخرى تحدث عنها "المرسوم الرئاسي" مثل التشديد على عدم أخذ الاعتراف إكراهاً وعبر تعذيب، ومنح تعويضات "مناسبة" بما يجبر الضرر المادي والمعنوي والخسائر التي لحقت بمن وقع عليهم التعذيب.
تناقض مع 55 ألف صورة تعذيب
ظاهر الأمر يبدو منسجماً مع الحقوق الإنسانية والقوانين الدولية لكنه يتناقض مع الوضع في سوريا خلال الأحد عشر عاماً الأخيرة، ويدور الحديث حول آلاف المعتقلين الذين قضوا بسبب التعذيب في السجون والزنزانات ضمن ظروف قاسية.
صور التعذيب المسربة من مصور عسكري بات يعرف باسم "قيصر" ظل 13 عاماً يعمل داخل مؤسسات الجيش في سوريا قبل أن ينشق عنها عام 2013، تكشف فداحة المشهد داخل تلك المعتقلات.
منذ الكشف عن هذه الصور المسربة عام 2014، مني السوريون بصدمة كبيرة وهم يتعرفون على أقارب لهم قتلوا تحت التعذيب، بعد إعادة تداول صور آلاف المعتقلين في سجون النظام السوري، سرّبها العسكري المنشق الملقب بـ"القيصر" عام 2014.
فيما وصل عدد الصور التي سربها "قيصر" من السجون والمعتقلات الأمنية إلى أكثر من 55 ألف صورة.
الصور تظهر جثث الضحايا وعليها آثار تعذيب وحشية، كالصعق بالكهرباء، والضرب المبرح، والحرمان من الطعام، وتكسير العظام، وفقء الأعين، واقتلاع الأظافر، وغيرها.
يشار إلى أن قانون عقوبات أطلق عليه "قيصر" أعلنته واشنطن ودخل حيز التنفيذ في 17 يونيو/حزيران 2020، يقضي بإنزال عقوبات على 39 شخصاً وكياناً مرتبطين بنظام الأسد.
وبموجب العقوبات، بات أي شخص يتعامل مع النظام السوري معرضاً للقيود على السفر أو العقوبات المالية بغض النظر عن مكانه في العالم.