أكدت مصادر عسكرية وأخرى مطلعة لوكالة الأنباء الفرنسية الخميس 31 مارس/آذار 2022 أن مدير الاستخبارات العسكرية الفرنسية الجنرال إريك فيدو أُعفي من منصبه على خلفية ما اعتُبر تقصيراً في ما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا.
المصدر العسكري قال إن مدير الاستخبارات العسكرية (دي آر إم) سيغادر منصبه فوراً، مؤكداً بذلك معلومة أوردها موقع "لوبينيون"، كما نقل الموقع عن مصدر في وزارة الجيوش قوله إن الدافع لهذه الإقالة هو "عدم كفاية الإحاطات" و"ضعف التمكن من الملفات".
بدوره، صرح مصدر عسكري اتصلت به وكالة الأنباء الفرنسية بأن الاستخبارات العسكرية كانت في مرمى قيادة الجيش منذ بدء غزو روسيا لأوكرانيا، مضيفاً أنها "تجري استعلامات عسكرية بشأن العمليات وليس بشأن النوايا"، موضحاً أن تقاريرها خلصت إلى أن روسيا لديها الوسائل الكافية لغزو أوكرانيا و"ما حدث أثبت أنها كانت على حق".
بحسب مصدر عسكري آخر، فإن خبر إعفاء الضابط الكبير انتشر منذ أيام داخل الجيش، لكن سرى حديث عن منحه منصباً آخر، وهو ما لم يحصل في نهاية المطاف. كما أكد مصدر قريب من الملف أنه "لا يمكننا نسب هذا التغيير للوضع الأوكراني فقط، إنها أيضا مسألة إعادة تنظيم للجهاز".
وتم تعيين الجنرال فيدو في المنصب في الصيف الماضي قادماً من قيادة العمليات الخاصة، لكن تعيينه أحدث ضجة داخل المجتمع العسكري لأن البعض اعتبر أنه تم في إطار عملية تدوير مناصب بين جنرالات.
اختلاف وجهات النظر بين واشنطن وباريس
وفي مطلع مارس/آذار، بُعيد بدء الحرب في أوكرانيا، أقر رئيس أركان الجيش الجنرال تييري بوركار لصحيفة "لوموند" بوجود اختلافات في التحليل بين الفرنسيين والأمريكيين بشأن مسألة الغزو الروسي المحتمل.
وصرح يومها بأن "الأمريكيين قالوا إن الروس سيهاجمون، لقد كانوا على حق. على العكس من ذلك، اعتقدت أجهزتنا أن غزو أوكرانيا ستكون له تكلفة باهظة وأن الروس لديهم خيارات أخرى" لإسقاط الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
في الواقع، حصل الأمريكيون على معلومات استخبارية موثوق بها بشدة حول الاستعدادات الروسية وقرروا قبل أسابيع عدة من بدء الغزو نشر جزء منها في محاولة منهم للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي هذا الإطار، أوضح المتخصص في شؤون الاستخبارات بمعهد الدراسات السياسية بباريس ألكسندر بابيمانويل أن "الاستخبارات الأمريكية استخدمت المعلومات الاستخبارية وسيلة للضغط، وهذا يمثل عودة الاستخبارات ركيزة للتواصل السياسي". مضيفاً أن "فرنسا تفعل الشيء نفسه. إنها تقول داخلياً، داخل المجتمع (الاستخباراتي) ولباقي العالم، إنها فشلت".
ومع ذلك، اعتبر بابيمانويل أنه لا يمكن توجيه اللوم فقط للمخابرات العسكرية التي تعاني خصوصاً من عدم كفاية الموارد ومن مشكلة في صورتها وفي تنظيم أجهزتها". وخلص الباحث إلى أن "التحذير موجه للمجتمع (الاستخباري) بأسره. عليهم أن يكونوا فعالين وعلى دراية بكل التهديدات".