منطقة “أوسيتيا الجنوبية” الانفصالية في جورجيا تعتزم الانضمام لروسيا: سنكون جزءاً من وطننا التاريخي

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/30 الساعة 21:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/30 الساعة 21:46 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و رئيس منطقة "أوسيتيا الجنوبية"، أناتولي بيبيلوف - Getty Images

قال أناتولي بيبيلوف، رئيس منطقة "أوسيتيا الجنوبية" الانفصالية في جورجيا، الأربعاء 30 مارس/آذار 2022، إن المنطقة ستتخذ خطوات في المستقبل القريب للانضمام إلى روسيا.

"حزب روسيا الموحَّدة" نقل عن بيبيلوف، قوله: "أعتقد أن التوحيد مع روسيا هو هدفنا الاستراتيجي وطريقنا وطموح الشعب"، مضيفاً: "سنتخذ الخطوات القانونية ذات الصلة في المستقبل القريب. ستكون جمهورية أوسيتيا الجنوبية جزءاً من وطنها التاريخي، روسيا".

يأتي قرار بيبيلوف، بعد أيام من إعلان ليونيد باسيشنيك، زعيم الانفصاليين في منطقة "لوغانسك" الواقعة شرق أوكرانيا، والتي أعلنت استقلالها من جانب واحد وتدعمها موسكو، أن المنطقة قد تجري استفتاءً قريباً بشأن الانضمام إلى روسيا.

تعترف موسكو باستقلال منطقة "أوسيتيا الجنوبية"، ومنطقة "أبخازيا" الساحلية بعد أن خاضت حرباً مع جورجيا قبل 14 عاماً، وتقدّم موسكو للمنطقتين دعما مالياً واسعاً وتعرض الجنسية الروسية على سكانهما وتضع ألوفاً من القوات هناك.

كذلك وكما هو الحال في منطقة "دونباس" (تتألف من لوغانسك ودونيتسك) الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا، تستخدم موسكو الاعتراف بالمناطق الانفصالية ومنح الجنسية من أجل الحفاظ على وجود مسلح في مناطق من الاتحاد السوفييتي السابق تعتبرها جزءاً من نطاق نفوذها الطبيعي.

كانت حرب "أوسيتيا الجنوبية" قد اندلعت في العام 2008، ودعمت فيها روسيا الانفصاليين الأوسيت في جورجيا، ثم تصاعد النزاع ليصبح حرباً شملت الاتحاد الروسي وجمهورية جورجيا، حيث دخلت آلاف القوات الروسية لأقليم أبخازيا، ونجحت في طرد القوات الجورجية والمدنيين الجورجيين من آخر قسم أبخازي كان واقعاً تحت السيطرة الجورجية. 

انفصلت "أوسيتيا الجنوبية" عن جورجيا في العام 2008، وهي تقع وسط جورجيا من ناحية الشمال، وتذكر تقديرات في عام 2012، أن عدد سكان أوسيتيا الجنوبية يبلغ 50.572 نسمة، وينتمي معظم سكانها إلى العرقية الأوسيتية، ويدين معظهم بالمسيحية، وهناك مسلمون وأقليات دينية أخرى.

أما الدول التي تعترف بـ"أوسيتيا الجنوبية"، فهي روسيا الاتحادية وفنزويلا ونيكاراغوا وسوريا، وعملتها الرسمية اليوم هي الروبل الروسي.

إقليما أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليين في جورجيا – عربي بوست

كذلك، اعترفت روسيا باستقلال أبخازيا، في 26 أغسطس/آب 2008، كما قامت عدة اتفاقيات مثيرة للجدل بين الطرفين، أدت إلى بيع أو تأجير عدد من المناطق الحدودية بين أبخازيا وروسيا.

تعتبر أبخازيا نفسها جمهورية مستقلة عن جورجيا، إلا أنها لا تحظى باعتراف دولي إلا من روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو وسوريا. وفي عام 1993 أجبرت الجيوش الجورجية على الانسحاب من المنطقة بعد حرب دامت عاماً مع الانفصاليين.

كانت أبخازيا من قبلُ جمهورية تابعة لجورجيا منذ عام 1931، وقد طالبت الحركة الوطنية الأبخازية "إيدجيلارا"، وتعني الوحدة، عام 1989، بالانفصال عن جمهورية جورجيا.

سكان في أبخازيا يحتفلون بذكرى انفصالهم عن جورجيا- صورة أرشيفية – رويترز

مع بداية اتجاه جورجيا إلى الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي، تنامى الشعور لدى الأبخاز بخطر فقدان الهوية والذوبان في الجمهورية المستقلة، لتبدأ أولى جولات الصدام والعنف بين الجانبين، في يوليو/تموز 1989، في سوخومي.

في الوقت الذي رفضت فيه جورجيا التصويت سنة 1991 لصالح البقاء ضمن الاتحاد السوفييتي، صوّت الأبخاز بنسبة عالية للبقاء ضمن الاتحاد الروسي. وأعلنت أبخازيا استقلالها عن جورجيا يوم 23 يوليو/تموز 1992، وقامت على أثرها جورجيا بإرسال قواتها إلى المنطقة لحفظ النظام.

استمرت الحرب بين الطرفين مدة عام، تكبّد الجانبان فيها خسائر كبيرة، واستطاع الجورجيون السيطرة على المنطقة لفترة محدودة. ونتيجة للدعم الذي تلقاه الأبخاز من الروس، أجبرت الجيوش الجورجية على الانسحاب من أبخازيا.

تحميل المزيد