كشف تقرير لموقع "بي بي سي"، الأربعاء 30 مارس/آذار 2022، أن بعض المقاتلين السوريين يتلقون مبلغ نحو سبعة آلاف دولار مقابل القتال "في الخطوط الأمامية" إلى جانب القوات الروسية، بينما نصف هذا المبلغ لمن يقاتل في "الصفوف الخلفية".
التقرير ينقل عن أحد المقاتلين السوريين -لم تكشف عن اسمه لأجل سلامته- يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة بإحدى مناطق سيطرة النظام في سوريا، وهو يفكر الآن في الانضمام كمتطوع للقتال إلى جانب روسيا، بعد تسع سنوات من القتال في صفوف قوات الأسد.
على الرغم من أن المقاتل المدعو "حسن" لا يتفق مع أهداف الحرب، إلا أنه وجد المال "دافعاً رئيسياً" للتطوع في القتال.
يقول إن "روسيا ترتكب مجزرة في أوكرانيا، وتستغل فقر السوريين الذين لا يجدون ما يسد رمقهم فتعطيهم قدراً صغيراً من المال من أجل القتال إلى جانبها والموت في سبيلها".
أكد لـ"بي بي سي" أن المال الموعود هو الذي يدفع السوريين نحو التطوع للقتال، وأضاف: "هناك أعداد كبيرة تتقدم للتطوع. وأعرف شخصياً 200 على الأقل تقدموا بطلبات للتطوع".
مبلغ ضخم في نهاية الخدمة
تقول "بي بي سي" إنها تمكنت من العثور على عدد من المجموعات الخاصة في فيسبوك والصفحات الإلكترونية التي تروج للقتال في أوكرانيا مع القوات الروسية.
واحدة من تلك المجموعات على فيسبوك لها أكثر من 20 ألف متابع.
وجاء في أحد المنشورات: "نحن ثلة من الشباب الذين خدموا في الجيش، وحصلنا على عقد للقتال في صفوف الفرقة الخامسة. نرجو من أي عضو من أعضاء هذه المجموعة أن يساعدنا في التوجه إلى روسيا"، حسب "بي بي سي".
كما جاء في منشور آخر أن المتطوعين سيستلمون مبلغاً قدره 1500 يورو (1600 دولار أمريكي) شهرياً. وجاء في المداخلة أيضاً أن "الحكومة الروسية ستتكفل بتحمل كل النفقات من مأكل وملبس، وإذا أصيب المتطوع في القتال سيمنح تعويضاً كبيراً".
كما جاء في المداخلة أن الروس سيمنحون المتطوعين مكافأة تبلغ قيمتها 50 ألف يورو (55 ألف دولار) عندما تضع الحرب أوزارها كتعبير عن الشكر.
وقال أحد السوريين في مداخلة أخرى: "بالنسبة لي، قد أُقتل، ولكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو توفير المال لولدي وزوجتي. سيكون الأمر مشابهاً لما جرى في ليبيا، إذ سنتقاضى المال ونسافر ونموت في بلد ليس بلدنا ولكن ستكون لنا قبور في نهاية المطاف"، حسب "بي بي سي".
وينقل الموقع عن شخص تحدثت معه على منصة فيسبوك قال إنه "يجند الشباب للقتال إلى جانب القوات الروسية"، ويضيف: "إن التجنيد للحرب الأوكرانية مشابه تماماً للتجنيد للقتال في ليبيا، فهناك ممثلون في المناطق المختلفة. وللمتطوع الحق في تغيير رأيه بعد التقدم. لن يجبرك أحد على الذهاب".
روسيا تجذب آلاف السوريين للقتال
الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف كان قد أعلن في 11 مارس/آذار الجاري، أن روسيا ستسمح للمقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط بالقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، وذلك بعدما دعم الرئيس فلاديمير بوتين خطة إرسال مقاتلين متطوعين للانخراط في الحرب المشتعلة.
حيث قال بيسكوف، في تصريحات صحفية، إن وزير الدفاع الروسي لفت إلى أن "معظم الأشخاص الذين يرغبون وطلبوا (القتال) مواطنون سوريون ومن دول الشرق الأوسط"، طبقاً لما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية.
فيما أكد الناطق باسم الكرملين أن "قرار إرسال مقاتلين متطوعين إلى أوكرانيا مقبول"، منوهاً إلى أن "الولايات المتحدة تدعم إجراءات إرسال مرتزقة للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية".
في حين استطرد بيسكوف قائلاً: "إذا كان الغرب متحمساً جداً بشأن وصول المرتزقة، إذاً لدينا أيضاً متطوّعون يرغبون في المشاركة".
"انتشار مرتزقة من شركات روسية"
في السياق ذاته، رجحت وزارة الدفاع البريطانية انتشار مرتزقة متمرسين من شركات روسية خاصة، في أوكرانيا، لدعم موسكو خلال عمليتها العسكرية ضد جارتها.
إذ قالت الوزارة في إحاطة استخباراتية، مطلع مارس/آذار الجاري، إنه "من شبه المؤكد أن الدولة الروسية تحتفظ بصلات واسعة مع الشركات العسكرية الخاصة الروسية (PMCs)، على الرغم من نفي (موسكو) المتكرر".
كان الجيش الأوكراني قد أكد قبل أيام من ذلك، دخوله في اشتباكات قرب العاصمة كييف مع عناصر من الشركة العسكرية الخاصة "ليغا" المعروفة سابقاً باسم "فاغنر".
فيما يُعتقد أن مجموعة "ليغا" يمولها يفغيني بريغوجين، وهو رجل أعمال له ارتباطات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يُشار إلى أن حكومات غربية ومحللين يتهمون مجموعات "فاغنر" بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان في إفريقيا، والتورط بصراعات في سوريا وليبيا.