قال مسؤول أمريكي، الأربعاء 30 مارس/آذار 2022، نقلاً عن معلومات استخباراتية رُفعت عنها السرية، إن مستشاري الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "يُضلِّلونه" بشأن الأداء السيئ للجيش الروسي في الحرب بأوكرانيا، ومدى الضرر الذي تُلحقه العقوبات الغربية في اقتصاد روسيا.
المسؤول الذي تحدث لوكالة رويترز- شريطة عدم الكشف عن هويته- قال: "نعتقد أن بوتين يتلقى معلومات خاطئة من مستشاريه بشأن مدى ضعف أداء الجيش الروسي، وكيف أن الاقتصاد الروسي يصاب بالشلل بسبب العقوبات، لأن كبار مستشاريه خائفون جداً من إبلاغه بالحقيقة".
لم يصدر تعليق من روسيا حتى الساعة الـ5:00 مساءً بتوقيت غرينتش، على ما قاله المسؤول الأمريكي.
يأتي حديث المسؤول الأمريكي، في وقت كشف مصرع عدد من الجنرالات وشخصيات عسكرية رفيعة المستوى في أوكرانيا، حجم "الخسائر الكبيرة" والمشاكل اللوجستية التي يتعرّض لها الجيش الروسي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
تُشير كييف إلى أنها قتلت سبعة جنرالات روس منذ بدء الهجوم على أراضيها في 24 فبراير/شباط 2022، في معدّل يشير مسؤولون غربيون إلى أنه مرتفع بشكل غير مألوف في أوساط كبار القادة العسكريين.
لا يمكن التأكد بشكل مستقل، من هذا العدد الذي ذكرته أوكرانيا، كذلك فإنه بحسب مصادر رسمية روسية، فإن أوكرانيا قتلت حتى الآن جنرالاً واحداً، إضافة إلى قائد رفيع في البحرية.
مدير الأبحاث لدى "مركز صوفان" للأبحاث في نيويورك، كولين كلارك، قال: "أتعامل مع هذه الأعداد بنوع من الشك"، وأضاف مستدركاً: "لكن سواء كان العدد خمسة أو 15 جنرالاً، فإن حقيقة أنهم يخسرون جنرالات تُظهر أن القيادة الروسية ضعيفة للغاية، وأدى النجاح العسكري الأوكراني إلى انقطاع خطوط اتصالاتها".
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مسؤول عسكري فرنسي، قالت إنه طلب عدم نشر اسمه، وذكر أن نقاط الضعف التي أظهرها الجيش الروسي في أوكرانيا، خصوصاً من ناحية الاستخبارات والمسائل اللوجستية والأخطاء التكتيكية، "أجبرت القادة العسكريين على التوجّه إلى خطوط الجبهة".
أضاف المسؤول الفرنسي: "لَربما لم يتم تلقي الأوامر أو فهمها بشكل جيّد، وقد تكون الوحدات متمرّدة أو هناك مشكلة كبيرة في المعنويات. كل هذه الأمور قد تدفع الجنرالات للتوجّه إلى الجبهة".
أيضاً في مؤشر محتمل على مشاكل تواجهها روسيا في حربها بأوكرانيا، اختفى وزير الدفاع سيرغي شويغو عن الأنظار لنحو أسبوعين هذا الشهر، ولم يظهر مجدداً إلا السبت الماضي، رغم أن الكرملين شدد على عدم وجود أي أمر غير مألوف.
بدورهم، يُشير المسؤولون الأوكرانيون في حديثهم عن خسائر روسيا بالحرب، إلى أن الجنرالات الروس "مستهدفون، ويبدو أن مهمّتهم باتت أسهل؛ نظراً إلى أن الجيش الروسي يستخدم معدات اتصال يسهل اعتراضها من قِبل العدو".
في هذا الصدد، قال المحلل لدى معهد "القدس للاستراتيجية والأمن" ألكسندر غرينبرغ، للوكالة الفرنسية، إن الوحدات الروسية "لا تولي انتباهاً لإجراءات الأمن عبر الكمبيوتر، ويمكن اعتراض (اتصالاتها) بسهولة"، وذكر أنه في ساحة المعركة يسهل تحديد القادة بالعين المجرّدة داخل مركبات يمكن التعرّف عليها من خلال "هوائيات والمركبات الأخرى التي تحميها"، ومن ثم يمكن مهاجمتها.
يُشار إلى أن روسيا تشترط لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام.