حذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، من أن الحرب في أوكرانيا تهدد بتدمير جهود البرنامج لتوفير الغذاء لحوالي 125 مليون شخص على مستوى العالم؛ لأن أوكرانيا انتقلت "من سلة خبز للعالم إلى بلد يقف مواطنوه في طوابير للحصول على الخبز"، في وقت وجهت اتهامات لروسيا في مجلس الأمن بالتسبب بـ"أزمة غذاء عالمية" وتعريض الناس لخطر "المجاعة".
بيزلي قال لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "إنه ليس فقط دماراً فعلياً لأوكرانيا والمنطقة، بل سيكون له تأثير في السياق العالمي يتجاوز أي شيء رأيناه منذ الحرب العالمية الثانية"، وأضاف بيزلي أن 50 بالمئة من الحبوب التي يشتريها البرنامج تأتي من أوكرانيا، "لذلك يمكنك فقط أن تفترض الدمار الذي سيلحق بعملياتنا وحدها".
كما أشار بيزلي إلى أن الأزمة تفاقمت بسبب نقص منتجات الأسمدة القادمة من روسيا البيضاء وروسيا، وقال للمجلس: "إذا لم تضع أسمدة على المحاصيل، فسيفقد محصولك النصف على الأقل؛ لذلك فإننا نتحدث عما يمكن أن يكون كارثة فوق كارثة في الأشهر المقبلة".
وحذر بيزلي من أنه إذا لم ينته الصراع في أوكرانيا، فإن "العالم سيدفع ثمناً باهظاً.. وآخر شيء نريد أن نفعله كبرنامج الأغذية العالمي هو أخذ الطعام من أطفال جوعى لتقديمه لأطفال يتضورون جوعاً".
اتهامات لروسيا في مجلس الأمن
من جهتها، قالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان خلال اجتماع لمجلس الأمن مكرّس للأزمة الإنسانية في أوكرانيا، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بدأ هذه الحرب. فلاديمير بوتين أحدث هذه الأزمة الغذائية العالمية. وهو القادر على وقفها".
كما أشارت المسؤولة الأمريكية إلى أن "مسؤولية إطلاق الحرب على أوكرانيا وتداعياتها على الأمن الغذائي العالمي تقع على عاتق روسيا والرئيس بوتين وحده"، بدوره، شدد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير على أن "عدوان روسيا على أوكرانيا يفاقم خطر المجاعة حول العالم"، وأن سكان الدول النامية سيكونون أول المتأثّرين.
وأضاف "لا شك في أن روسيا ستحاول جعلنا نصدّق بأن العقوبات التي تم تبنيها ضدّها هي التي تتسبب بعدم توازن وضع الأمن الغذائي للعالم".
روسيا ترد
فيما ردت روسيا على اتهامات الغرب؛ إذ قال مندوب موسكو في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن الاضطرابات القائمة في سوق الغذاء العالمي سببها "هستيريا العقوبات الجامحة التي أطلقها الغرب ضد روسيا".
وذكرت شيرمان والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي بأن أوكرانيا وروسيا، المنتجتين الرئيسيتين للحبوب، تمثّلان 30% من صادرات القمح العالمية و20% من الذرة و75% من زيت دوار الشمس.
والجمعة، أعلن الاتحاد الأوروبي عن مبادرة للتخفيف من نقص الغذاء الناجم عن الحرب ويسعى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى التزام متعدد الأطراف ضد القيود على تصدير المواد الخام المرتبطة بالزراعة.
فيما لفتت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا إلى أن النزاع في أوكرانيا "يهدد بتردي الأوضاع في أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم، كما هو الحال في أفغانستان واليمن، والقرن الإفريقي"؛ حيث يعد انعدام الأمن الغذائي مشكلة في الأساس.