قال محققون غربيون إنهم اكتشفوا بعد أسابيع من التكهنات حول أسباب قلة ظهور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أنه مُتحصن بمخبأ نووي في جبار الأورال، وتوقع مُحقق أن يكون لدى روسيا العديد من المخابئ النووية المشابهة في البلاد.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، إن استنتاج المحققين الغربيين جاء بعد أن كشفت بيانات التتبع لرحلات شويغو الجوية أنه كان يسافر منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، من وإلى المخابئ النووية الواقعة على بُعد 1609 كيلومترات شرق موسكو.
أرجعت الصحيفة ذلك إلى بلوغ التهديد بالحرب النووية حداً لم تبلغه منذ عقود، بسبب التوتر الكبير الذي حصل بين موسكو والغرب الداعم لأوكرانيا، على خلفية الحرب التي شنها الرئيس فلاديمير بوتين ضد الدولة الجارة له.
يُعد شويغو أحد أبرز المخطِّطين للحرب على أوكرانيا، إلا أنه لم يُشاهَد علناً لأكثر من أسبوعين، حتى نهاية الأسبوع الماضي، عندما ترأس ما قالت المصادر الروسية إنه اجتماع بشأن الميزانية المخصصة للأسلحة.
ثم ظهر وزير الدفاع الروسي يوم الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، في اجتماع مع مسؤولين عسكريين؛ ليؤكد مرة أخرى أن "تحرير" منطقة نهر دونباس كان الهدف الأساسي لروسيا من الهجوم على أوكرانيا، وزعم أن روسيا حطمت الجيش الأوكراني وأنها سترد على أي محاولة من الناتو لتزويد أوكرانيا بطائرات وأنظمة دفاع جوي.
كان غياب شويغو الطويل قبل ظهوره أمراً غير مألوف من الرجل الذي كان دائم الحضور على التلفزيون الروسي، على مدى السنوات العشر الماضية، ما استدعى شائعات عن اعتلال صحته.
كريستو غروزيف، الصحفي في موقع Bellingcat الإلكتروني الاستقصائي، قال إن شويغو "كان غائباً عن الظهور، لأنه أمضى معظم الشهر الماضي في مخبأ بالقرب من مدينة أوفا، بجبال الأورال الجنوبية".
أشار غروزيف إلى أن بيانات تعقُّب الرحلات أظهرت أن طائراتٍ من الكرملين كانت تحلّق "باستمرار" من أوفا وإليها، وقد شمل ذلك الطائرة التي يستخدمها وزير الدفاع الروسي.
كذلك، لفت غروزيف إلى أن استخدام روسيا المخابئ العسكرية النووية وتحويلها إلى غرف عمليات لإدارة الأعمال الحربية ليسا أمراً غريباً، وأضاف أن "انتقال شويغو إلى مخبأ نووي أمر منطقي ولا مفاجأة فيه".
يتوقع غروزيف أن يكون في روسيا مزيد من المخابئ "المريحة والمخصصة للقادة" في شمال جبال الأورال، ولكن العثور على مواقعها تعذَّر، لأن الطيارين الروس أوقفوا أجهزة التتبع بطائراتهم في آخر 30 دقيقة من كل رحلة.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه من المعروف أن روسيا "أنشأت في أواخر السبعينيات مخبأ كبيراً في جبل يامانتو؛ ليكون ملجأ لقيادة البلاد وإدارتها في حالة نشوب حرب نووية. ويقع جبل يامانتو على بُعد نحو 290 كيلومتراً شرقي مدينة أوفا".
أيضاً تُشير تقارير للاستخبارات الأمريكية إلى أن روسيا وسَّعت المخبأ وحدَّثته باستمرار على مر السنين.
كان الرئيس الروسي بوتين، قد قال في اجتماع عقده مع مسؤولين عسكريين في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن روسيا "أوشكت على إتمام البناء في ملجأ جبلي جديد". ولم يتضح ما إذا كان يشير إلى تجديد موقع يامانتو أم إلى موقع جديد بالكامل.