مصر توضح موقفها من “قمة النقب”: ليست موجهة ضد أي طرف، ولم يكن هدفها إنشاء تحالف

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/29 الساعة 06:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/29 الساعة 06:50 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد يستقبل نظيره المصري سامح شكري في "قمة النقب"/رويترز

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الإثنين 28 مارس/آذار 2022، إن مشاركة مصر فيما عُرف بـ"قمة النقب" يومي الأحد والإثنين "لم يكن هدفها إنشاء تحالف، ولم تكن موجهة ضد أي طرف"، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في العاصمة القاهرة، فور عودة الوزير المصري من اجتماع في إسرائيل جمعه بنظيره الإسرائيلي ووزراء عرب.

شكري حضر لقاءات مع وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية استمرت يومين في النّقب جنوبي فلسطين المحتلة، وأعلنوا استمرار تعزيز العلاقات المشتركة وإقامة "منتدى دائم بين الدول المشاركة".

اجتماع وزراء خارجية أربع دول عربية في إسرائيل/ getty images
اجتماع وزراء خارجية أربع دول عربية في إسرائيل/ getty images

حينما سئل الوزير المصري عن تلك اللقاءات، قال إنها "مرتبطة بتعزيز عملية السلام ودفع جهودها، وفي المقدمة منها نيل الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية وإقامة دولته (..) واستئناف وتأكيد حل الدولتين باعتباره الحل المتوافق عليه من جانب المجتمع الدولي"، حسب الأناضول.

واعتبر أن مشاركة مصر في تلك اللقاءات "ليست بالتأكيد لإنشاء تحالف أو موجهة ضد أي طرف".

تقارير إعلامية وقراءة مراقبين ذهبت إلى أن اجتماع النقب يدشن لتحالف بين الدول الست في مواجهة إيران، التي لم تكن غائبة بدورها عن محادثات الوزراء، حسب وكالة الأناضول.

وهو ما أكده شكري حيث أشار إلى أن محادثاتهم شملت قضايا أخرى، مثل مناقشة "مفاوضات فيينا والملف النووي الإيراني والأزمة الأوكرانية والصراع العسكري الدائر والأوضاع الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الدول العربية".

غياب سعودي أردني

كان واضحاً غياب كل من السعودية والأردن عن قمة النقب التي جاءت بمشاركة ستة وزراء خارجية لدول مصر والإمارات والمغرب والبحرين وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يطرح تساؤلات عميقة عن أسباب هذا الغياب، خصوصاً أن الرياض وعمان ليستا بعيدتين عما يجري في المنطقة، وعما يتم طرحه بقمة النقب بين الدول الست المشارِكة في قمة النقب.

عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية في الأردن محمد أحمد الروسان والمستشار القانوني للمركز الثقافي الملكي، قال لـ"عربي بوست"، إنّ الأردن دُعي من قبلُ إلى قمة شرم الشيخ التي عُقدت قبل عدة أيام، بحضور الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي وولي العهد الإماراتي، لكنه لم يحضر، لأنه "يعرف الهدف من هذا المؤتمر"، على حد تعبيره.

وأضاف أن الأردن جعل بينه وبين الإمارات ومصر وإسرائيل مسافات، لأن "هناك شيئاً في الأفق يُحاك، والأردن سيتضرر منه"، على حد قوله.

الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس – Getty Images
الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس – Getty Images

وفيما يخصُّ السعودية وعدم حضورها قمة النقب، يوضح المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية رضوان قاسم، أن السعودية لا يمكن أن تلعب أي دور سياسي ستخرج به قمة النقب، على اعتبار أنها لم تطبّع علاقاتها مع إسرائيل حتى اللحظة، فيما بقية الدول المشارِكة في القمة مُطبّعة مع إسرائيل ولها علاقات دبلوماسية معها.

ويضيف: "هذه القمة سيكون لها دور في إنهاء الملف الفلسطيني وتشتيت القضية الفلسطينية، ومحاولة إتلاف هذا الملف نهائياً؛ حتى لا يُتداول فيه بعد اليوم، ومن هنا فإن السعودية لا تستطيع أن تلعب هذا الدور، لأنها تعتبر نفسها دولة إسلامية تدير العالم الإسلامي ولها وجودها وفاعليتها في العالم الإسلامي، فلا يمكنها أن تلعب هذا الدور مع إسرائيل على العلن"، على حد تعبيره.

إضافة إلى ذلك، فإن الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة باتت كبيرة بالوقت الحالي، في ظل وجود بايدن على رأس السلطة بالبيت الأبيض، فعبر هذه الخلافات تريد السعودية أن ترسل رسالة بأنها لاعب أساسي بالمنطقة، وأن إسرائيل لا يمكن أن يكون لها دور أساسي بدون حضورها.

"جيران وأصدقاء"

والإثنين 28 مارس/آذار 2022، اجتمع كبار الدبلوماسيين في الولايات المتحدة وأربع دول عربية في إسرائيل لإظهار الوحدة ضد إيران، لكنهم استغلوا الاجتماع النادر في "قمة النقب" للضغط على إسرائيل من أجل إحياء عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة مع الفلسطينيين، وفق ما ذكرته رويترز.

في ختام يومين من المناقشات في منتجع سديه بوكر الصحراوي، حيث دفن مؤسسها ديفيد بن غوريون، قالت إسرائيل إن هذا الحدث سيتكرر ويتوسع؛ لأنه يبني علاقات تجارية وأمنية مع دول عربية سُنية متشابهة التفكير.

الوزراء المشاركون في
الوزراء المشاركون في "قمة النقب" – رويترز

بدوره قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد وهو يقف إلى جانب نظرائه من الإمارات والبحرين والمغرب ومصر والولايات المتحدة: "هذه البنية الجديدة ترهب وتردع أعداءنا المشتركين، وفي مقدمتهم إيران ووكلاؤها".

تشعر إسرائيل وبعض الدول العربية بالقلق من أن الاتفاق النووي الذي يلوح في الأفق مع إيران سيتيح لها الوسائل اللازمة لصنع قنبلة وتعزيز المقاتلين المدعومين من طهران.

بينما ترى الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى أن إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي أُبرم في 2015 هو أفضل خيار. لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قدم تطمينات لحلفاء واشنطن الإقليميين في حالة فشل الدبلوماسية.

إذ قال بلينكن: "باعتبارنا جيراناً، وأصدقاء في حالة الولايات المتحدة، سنعمل معاً أيضاً لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية المشتركة، بما في ذلك التهديدات من إيران ووكلائها".

تحميل المزيد