نُشرت أسماء وعناوين 620 شخصاً يقال إنهم من ضباط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB، الإثنين 28 مارس/آذار 2022، فيما وصفته كييف بأنه اختراق ضخم لبيانات هيئة الأمن في روسيا.
إذ زعم جهاز المخابرات الأوكراني أن القائمة تضمَّنت التفاصيل الشخصية لعملاء متورطين في "أنشطة إجرامية" في أوروبا، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Times البريطانية.
كما تتضمن القائمة أيضاً، فضلاً عن الأسماء والعناوين، تفاصيل سيارات الضباط، مثل لوحات أرقامها، وأرقام هواتفهم، وتواريخ وأماكن ميلادهم.
"اختراق ضخم" لبيانات روسيا
حسب الصحيفة البريطانية فإن جميع مَن تشملهم القائمة مسجلون على أنهم يعيشون في لوبيانكا، المقر الرئيسي للجهاز في موسكو. ووفقاً للقائمة يستخدم أحد الضباط اسم "jamesbond007" في عنوان حسابه على سكايب.
جهاز الأمن الفيدرالي هو جهاز الأمن الداخلي في روسيا، ويشبه المكتب الخامس MI5 في بريطانيا، لكن اختصاصه يشمل أيضاً دول الاتحاد السوفييتي سابقاً، ومنها أوكرانيا.
الصحيفة قالت إنه لو ثبتت صحة هذه المعلومات المنشورة فستُشكّل اختراقاً ضخماً لبيانات هذا الجهاز الأمني، الذي كان فلاديمير بوتين مديراً له من عام 1998 إلى عام 1999.
فيما يُعتقد أن جهاز الأمن الفيدرالي، الذي كان مسؤولاً عن جمع المعلومات الاستخبارية في أوكرانيا في الفترة التي سبقت الحرب يُلام على إخفاقات الهجوم.
إذ يقول أندريه سولداتوف، الخبير في التجسس الروسي، إن التقارير النهائية التي أصدرها مكتب الأمن الفيدرالي عن أوكرانيا في الفترة التي سبقت الغزو كانت "ببساطة غير صحيحة، وهي أحد أسباب الإخفاقات الكبيرة في الهجوم الروسي".
المخابرات الروسية "أساءت التقدير"
كما أضاف أنهم أساءوا تقدير الدعم الشعبي بين الأوكرانيين لهجوم روسي ومدى مقاومة البلاد له، واستدرك قائلاً: "لكن المشكلة هي أن إخبار بوتين بما لا يريد سماعه يشكل خطورة كبيرة على الرؤساء، ولذلك يعمدون إلى تفصيل معلوماتهم على رغباته".
تجدر الإشارة إلى أن مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي هو ألكسندر بورتنيكوف، وهو أحد أقوى الرجال في روسيا، ويعرف بوتين منذ سبعينيات القرن الماضي حين كانا يعملان في سان بطرسبرغ.
هو عضو في شبكة سيلوفيكي، أو الرجال الأقوياء، التي تضم مسؤولين في أجهزة أمنية يشكلون الدائرة المقربة من بوتين في الكرملين. ومثل آخرين في هذه المجموعة ساعد قرب بورتنيكوف من السلطة في إثراء عائلته.
فابنه دينيس هو نائب رئيس بنك VTB، ثاني أكبر بنك في روسيا، وكان واحداً من أوائل من عاقبتهم بريطانيا بعد هجوم أوكرانيا. ويقال إن بوتين أبدى عدم رضاه عن أداء سيلوفيكي في الأسابيع الأخيرة.
هجمات إلكترونية تستهدف موسكو
مع بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا شنَّت مجموعة القراصنة الإلكترونيين "أنونيموس" Anonymous حملةً من الهجمات الإلكترونية على روسيا، منذ إعلان "الحرب الإلكترونية" على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "انتقاماً منه لغزوه أوكرانيا".
كانت هجمات "أنونيموس" التي اخترقت فيها شبكات التلفزيون الروسية أبرز الهجمات الإلكترونية التي نُفِّذت منذ بدء الصراع في أوكرانيا، وفق ما قال موقع شبكة BBC البريطانية في تقرير له يوم السبت 19 مارس/آذار.
حيث علَّل القراصنة ما فعلوه بأن الأوكرانيين الأبرياء يُقتلون، وأضافوا: "سنكثِّف الهجمات على الكرملين إذا لم يجنح إلى السلام في أوكرانيا".
فيما أظهر مقطع فيديو قصير لواقعة الاختراق بثَّاً عادياً للتلفزيون الروسي، تقطعه صور القنابل التي تنفجر في أوكرانيا ومشاهد جنود يتحدثون عن أهوال الصراع.
بدأ تداول الفيديو، في 26 فبراير/شباط 2022، وشاركته حسابات Anonymous على وسائل التواصل الاجتماعي مع ملايين المتابعين، وقال أحد المنشورات: "عاجل: اخترقت Anonymous بث القنوات التلفزيونية الحكومية الروسية لنشر حقيقة ما يحدث في أوكرانيا"، وسرعان ما حصد الفيديو ملايين المشاهدات.