سكانها يتحدثون الروسية لكنهم يرفضون الاستسلام لموسكو.. قصة مدينة أوكرانية تحارب “جواسيس” الكرملين

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/29 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/29 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
بلدة بيرفومايسك الصغيرة بالقرب من مطار دونيتسك/gettyimages

اعتبرت صحيفة The Times البريطانية أن الكرملين يتبع دعاية تصور أن المناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا تدعم منذ سنوات طموح موسكو لإعادة بناء إمبراطوريتها، لكن تطورات الصراع المسلح في أوكرانيا تظهر غير ذلك، حسب الصحيفة فيما نشرته الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022.

استشهدت الصحيفة بمدينة بيرفومايسك، التي يتحدث معظم سكانها البالغ عددهم 65 ألف نسمة الروسية؛ حيث إن موسكو حينما وصلت قواتها إلى هناك تبين لها أنها تعيش هذا الوهم نفسه. 

وقد أثبتت المدينة الواقعة على بعد 241 كم شمال شرق ميناء أوديسا على البحر الأسود، أنها ليست بالصيد السهل.

يقول المليونير العصامي أركادي كورناتسكي: "كانت روسيا تأمل في السيطرة على بيرفومايسك عبر الاستعانة بساسة موالين لروسيا هنا للتنسيق مع القوات الروسية والدخول إلى المدينة. الكرملين مستمر في خداع نفسه بدعايته. فقد تبين أن تصورهم بأن بيرفومايسك سترحب بهم كان خطأ كبيراً أيضاً".

بلدة أوكرانية تطلب "اجتثاث الخونة"

إدارة البلدة طلبت من أولكسندر باديرا، وهو عقيد شرطة متقاعد معروف بأمانته، أن يتولى إدارة قوات الدفاع الإقليمية. ومن ضمن مهامه اجتثاث "الخونة" من صفوف الأوكرانيين.

يُشار إلى أن الداعم الرئيسي المؤيد لموسكو في أوكرانيا هو حزب "منصة المعارضة من أجل الحياة" (Opposition Platform For Life) برئاسة صديق وحليف بوتين الأوكراني القديم، فيكتور ميدفيدشوك.

وفي جنوب أوكرانيا، تعاون إيليا كيفا، زميل ميدفيدتشوك السابق في البرلمان وعضو الحزب، مع القوات الروسية حين احتلت مدينة خيرسون، على ساحل البحر الأسود، في الأيام الأولى من الحرب.

يقول باديرا: "أرسل كيفا اثنين من رجاله إلى بيرفومايسك واكتشفنا أنهما كانا يختبئان في فندق يملكه زعيم هذا الحزب هنا، أندريه هولوفتشانسكي. وألقينا القبض على ثلاثتهم".

ويتابع: "أنا أعتبرهم خونة كانت مهمتهم حشد الدعم لقوات الاحتلال الروسية إذا تمكنوا من الاستيلاء على البلدة وإنشاء إدارة موالية لهم هنا"، مشيراً إلى أنه سلم الثلاثة إلى جهاز الأمن الأوكراني.

مليونير صاحب خبرة يكرّس نفسه لدعم الأوكرانيين

والمليونير كورناتسكي، وهو رجل قوي البنية يبلغ من العمر 68 عاماً ويتمتع بخبرة عسكرية تعود إلى الحقبة السوفييتية، كرَّس نفسه لتنظيم وحدات متطوعين لدعم الجيش الأوكراني النظامي منذ اليوم الأول للحرب.

يؤكد كورناتسكي أن "القوات المسلحة الأوكرانية تزداد كفاءة كل يوم يمر على هذه الحرب. والروس متفوقون عددياً لكننا سننتصر إذا أدى كل أوكراني ما عليه".

ولفت إلى أن الروس بالغوا في تقدير الدعم الذي يحظون به في بيرفومايسك وأن خططهم للاستيلاء على المدينة "أُحبطت"، كما أن بعض الموالين للروس لا يزالون في البلدة وقد ينشطون إذا استعدت قوات الكرملين للدخول.

وفي السياق ذاته، يرى كورناتسكي أن القوات الأوكرانية تعززت أيضاً عند نقطة عبور نهرية محتملة أخرى في بلدة فوزنيسينسك، على بعد حوالي 80 كم جنوب بيرفومايسك. وقال: "الوضع تغير بدرجة لم يتخيلها بوتين أو موسكو يوماً، لأنهما لا يفهمان الشخصية الأوكرانية".

وأضاف: "لقد دمرنا عدداً كبيراً من رجالهم وعتادهم. وهم لا يدركون أننا نريدهم أن ينشروا المزيد من الدبابات والأسلحة في أوكرانيا حتى ندمرها هي الأخرى".

تحميل المزيد