دعت سبع دول في الاتحاد الأوروبي بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، الإثنين 28 مارس/آذار 2022 مواطنيها إلى الامتناع عن الانخراط كمتطوّعين لمساندة الأوكرانيين في القتال ضد الروس، في إعلان صدر عن وزراء العدل في هذه الدول، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء في بيان نُشر بعد اجتماع لمجموعة "فاندوم" نشرته وزارة العدل البلجيكية أن وزراء الدول السبع "ثبّطوا بالإجماع عزيمة الأوروبيين على الانضمام" إلى صفوف المقاتلين المتطوعين، وتضمّ مجموعة "فاندوم" وزراء عدل فرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا ولوكسمبورغ وبلجيكا.
من جانبه، صرّح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إثر اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل: "بالطبع نثبط عزيمة الأشخاص على التوجه إلى ساحة الحرب".
زيلينسكي يدعو لتشكيل "فيلق دولي"
سبق أن أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أواخر شباط/فبراير تشكيل "فيلق دولي" لدعم جيش بلاده في مواجهة الهجوم الروسي، وأوضح الرئيس الأوكراني في بيان موجه للدول الأوروبية، أن "هذا سيكون الدليلَ الرئيسي على دعمكم لبلدنا".
فيما كشف تقرير بحثي أن الهجوم الروسي على أوكرانيا استنفر قادة ميليشيات أوروبية من اليمين المتطرف، حيث شهد الإنترنت في اليومين الأخيرين موجة كبيرة لجمع الأموال وتجنيد المقاتلين العازمين على السفر إلى جبهات القتال في أوكرانيا، وذلك لمواجهة "الغزاة الروس".
جاء ذلك في تقرير أصدرته مجموعة "سايت إنتلجنس" SITE Intelligence Group، وهي منظمة أمريكية خاصة متخصصة في تعقب الجماعات المتطرفة، ونشرته صحيفة The New York Times الأمريكية، في وقت سابق.
المنظمة البحثية استدلت في تقريرها، بمنشورات جمعتها من أوساط هذه الميليشيات وترجمتها، حيث رصدت في الأيام الأخيرة إعلانات نشرها قادة ميليشيات يمينية في فرنسا وفنلندا وأوكرانيا، يحثون فيها أنصارهم على الانضمام إليهم للقتال دفاعاً عن أوكرانيا، في مواجهة الهجوم الروسي.
ذكرت المنظمة أيضاً أن بعض دعوات الحشد اليمينية تركَّز نشاطها على دعم "كتيبة آزوف"، وهي مجموعة تابعة للحرس الوطني الأوكراني، اجتذبت مقاتلين من اليمين المتطرف من جميع أنحاء العالم. وقد تأسست هذه المجموعة في أعقاب الغزو الروسي الأول لأوكرانيا في عام 2014، وشاركت في عمليات عسكرية ضد الميليشيات الموالية لروسيا.
جماعات متطرفة لمواجهة روسيا
ففي إعلان نُشر على تطبيق المراسلة تليغرام، قبل وقت قصير من الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا، دعا زعيم الجناح السياسي لكتيبة آزوف إلى "تعبئة كاملة" للمجموعة، ووجَّه المتطوعين إلى مسارات الالتحاق بالمجموعة عبر الإنترنت.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت مجموعة "كارباثيان سيش" Carpathian Sich الأوكرانية معلومات تلقي التبرعات على قناتها بتطبيق تليغرام، سعياً للحصول على أموال من متابعيها عبر تطبيق PayPal، أو بالعملات المشفرة مثل بيتكوين وإيثريوم.
انتشرت الإعلانات ذاتها على مواقع إلكترونية عديدة من مواقع اليمين المتطرف في فنلندا وفرنسا، مثل موقع OC، الذي نشر بياناً مؤيداً لأوكرانيا على قناته على تليغرام، وورد في منشور لاحق: "مثلما هُزم الاتحاد السوفييتي سيُهزم بوتين باصطفاف القوميين الفرنسيين مع الشعب الأوكراني".