اجتمع كبار الدبلوماسيين في الولايات المتحدة وأربع دول عربية في إسرائيل الإثنين 28 مارس/آذار 2022، لإظهار الوحدة ضد إيران، لكنهم استغلوا الاجتماع النادر في "قمة النقب" للضغط على إسرائيل من أجل إحياء عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة مع الفلسطينيين، وفق ما ذكرته رويترز.
في ختام يومين من المناقشات في منتجع سديه بوكر الصحراوي، حيث دفن مؤسسها ديفيد بن غوريون، قالت إسرائيل إن هذا الحدث سيتكرر ويتوسع لأنه يبني علاقات تجارية وأمنية مع دول عربية سُنية متشابهة التفكير.
رسائل المجتمعين لإيران
قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد وهو يقف إلى جانب نظرائه من الإمارات والبحرين والمغرب ومصر والولايات المتحدة: "هذه البنية الجديدة ترهب وتردع أعداءنا المشتركين، وفي مقدمتهم إيران ووكلاؤها".
تشعر إسرائيل وبعض الدول العربية بالقلق من أن الاتفاق النووي الذي يلوح في الأفق مع إيران سيتيح لها الوسائل اللازمة لصنع قنبلة وتعزيز المقاتلين المدعومين من طهران.
بينما ترى الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى أن إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي أُبرم في 2015 هو أفضل خيار. لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قدم تطمينات لحلفاء واشنطن الإقليميين في حالة فشل الدبلوماسية.
إذ قال بلينكن: "باعتبارنا جيراناً، وأصدقاء في حالة الولايات المتحدة، سنعمل معاً أيضاً لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية المشتركة، بما في ذلك التهديدات من إيران ووكلائها".
القضية الفلسطينية حاضرة بـ"قمة النقب"
أضاف بلينكن: "يجب أن نكون واضحين أن اتفاقيات السلام الإقليمية هذه ليست بديلاً عن التقدم بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
مثل الدول العربية التي حضرت اجتماع "قمة النقب"، تريد الولايات المتحدة حل الدولتين، حيث يحصل الفلسطينيون على دولة إلى جانب إسرائيل.
إذ توقفت المحادثات لتحقيق هذا الهدف في 2014. وأقامت إسرائيل مستوطنات في أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة بينما تحكم حركة حماس قطاع غزة.
فيما قالت الحكومة الائتلافية برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن الظروف ليست مناسبة لأي استئناف للدبلوماسية مع الفلسطينيين الذين ألقوا بالمسؤولية من جانبهم على إسرائيل.
بينما قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمام مجلس الوزراء الإثنين: "إن لقاءات التطبيع العربي دون إنهاء الاحتلال ما هي إلا وهم وسراب ومكافأة مجانية لإسرائيل".
كما وصل العاهل الأردني الملك عبد الله إلى رام الله لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الإثنين، في أول زيارة من نوعها منذ سنوات، ومن المتوقع أن تركز على الجهود المبذولة للحد من التوترات الإقليمية قبل حلول شهر رمضان.
تضامن مع إسرائيل ضد الهجمات
شهدت إسرائيل الأحد 27 مارس/آذار هجوماً بالرصاص عندما فتح مسلحان عربيان من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية النار وقتلا اثنين من شرطة الحدود الإسرائيلية.
حيث قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن حضوره إلى جانب الوفود العربية الأخرى في اجتماع "قمة النقب" الذي تستضيفه إسرائيل كان "أفضل رد على مثل هذه الهجمات".
فيما وصف وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني المناقشات بأنها مفيدة لصد الجماعات المدعومة من إيران مثل حزب الله. وأضاف: "بالطبع جزء من هذه العملية يشمل تجديد الجهود لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي".
في إشارة أخرى إلى أن الحلفاء يوحدون صفوفهم في مواجهة إيران، قال السفير الإسرائيلي في المنامة إيتان نيه الإثنين إن إسرائيل ستعين قريباً ملحقاً عسكرياً في البحرين حيث مقر الأسطول الخامس الأمريكي.