تضاعفت قدرة وفاعلية الطائرات المسيَّرة الأوكرانية التي شكلت منذ بداية الهجوم الروسي نقطة قوة لكييف في مواجهة دبابات وقوات موسكو المتقدمة، وذلك بسبب نقص في الإمدادات، بحسب ما قالته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 28 مارس/آذار 2022.
تقول الصحيفة البريطانية إن الدعم الغربي المتدفق لأوكرانيا زوَّدها بآلاف الصواريخ المضادة للدبابات والأنظمة المضادة للطائرات وغيرها من المعدات العسكرية، إلا أن فريق العمل على الطائرات المسيَّرة قد افتقر إلى التمويل والدعم، حتى إن أعضاءه اضطروا إلى تمويل عملهم بشكل شخصي.
وتشكَّل فريق مشغّلي الطائرات المسيَّرة، "آيروروزفيدكا" في وحدة الاستطلاع الجوي الأوكرانية، من المتطوعين المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، والهواة الذين يصممون معداتهم الخاصة، ممن شاركوا في انتفاضة ميدان 2014 الأوكرانية، ثم تطوعوا باستخدام مهاراتهم التقنية في مقاومة الغزو الروسي الأول لشبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، ليصبح الفريق الآن عنصراً أساسياً في مقاومة الهجوم الروسي بأوكرانيا.
بحسب الصحيفة، فقد تكبَّد أفراد "آيروروزفيدكا" جهود تمويل أنفسهم بأنفسهم حيث اعتمدوا على شبكة اتصالاتهم الشخصية من أجل الاستمرار، وتكبَّدوا مشقة كبيرة للتغلب على ضوابط التصدير التي تمنع تصدير معدات يحتاجون إليها، مثل أجهزة المودم المتطورة وكاميرات التصوير الحراري، إلى أوكرانيا.
إنجازات كبيرة
من جانبه، أشار المقدِّم ياروسلاف هونشار، قائد فريق "آيروروزفيدكا"، إلى أنهم نجحوا في نصب كمين للقوات الروسية بالقرب من بلدة إيفانكيف، حيث "دمرت هذه المجموعة الصغيرة مركبتين عسكريتين أو ثلاثاً على رأس القافلة الروسية، فتعطلت القافلة. ومكثت مكانها ليلتين أخريين، ثم تمكنت المجموعة من تدمير عدة مركبات".
يزعم هونشار أن الروس حاولوا تقسيم الرتل العسكري إلى مجموعات أصغر؛ ليستمر التقدم نحو العاصمة الأوكرانية، لكن فريقه استطاع شنَّ هجوم على مستودع الإمدادات، ما أدى إلى شلِّ قدرة الروس على التقدم.
يدَّعي فريق "آيروروزفيدكا" أنه شارك أيضاً في التصدي لهجوم جوي روسي على مطار هوستوميل، شمال غربي كييف، في اليوم الأول من الحرب، وأنهم استخدموا طائراتهم المسيَّرة في تحديد موقع 200 مظلّي روسي واستهدافهم وقصفهم بعد أن اختبأوا في ركنٍ من المطار.
لا يمكن التحقق من جميع تفاصيل هذه المزاعم تحقُّقاً مستقلاً، لكن مسؤولين عسكريين أمريكيين قالوا إن الهجمات الأوكرانية أسهمت في إيقاف الرتل العسكري الروسي عند إيفانكيف، كما أن القدر الهائل من اللقطات التي نشرها الأوكرانيون لهجمات طائراتهم المسيَّرة يبرهن على أهمية تلك الطائرات لمقاومتهم.
جهودهم تقلصت بشكل كبير
في الأيام الأولى للمجموعة، اعتمد أفرادها على طائرات مراقبة تجارية، لكن فريقها من المهندسين ومصممي البرمجيات وهواة الطائرات المسيَّرة ابتكروا لاحقاً تصميمات خاصة، واستطاعوا بناء عدة طائرات استطلاع مسيَّرة، منها طائرات كبيرة بطول 1.5 متر وثماني دوَّارات تستطيع إلقاء القنابل والقذائف الصاروخية المضادة للدبابات. وهم يستخدمون الآن نظام القمر الصناعي "ستارلينك" Starlink، لتزويد المدفعية الأوكرانية بالبيانات الواردة مباشرة.
على الرغم من الدور الذي اضطلعت به المجموعة في توفير الرؤية الجوية للتحركات الروسية والإسهام الحاسم لذلك في نجاح حرب العصابات الجارية بأوكرانيا، فإنَّ مساعي فريق "آيروروزفيدكا" للتوسع وتجديد معداتهم المفقودة عوَّقها نقص الإمدادات من الطائرات المسيَّرة ومكوناتها.
علاوة على ذلك، فإن بعض أجهزة المودم المتقدمة وكاميرات التصوير الحراري المصنوعة في الولايات المتحدة وكندا تخضع لضوابط تصدير خاصة، لذا لجأوا إلى جمع الأموال وطلبوا من شبكة عالمية من الأصدقاء والداعمين أن يشتروا لهم هذه المعدات من مواقع التجارة الإلكترونية مثل إيباي وغيره.
يقول كريس هينتريش، أحد أفراد مجموعة "آيروروزفيدكا": "يمكن للناس دعم المجموعة من خلال المعونات المالية، أو المساعدة في الحصول على مكونات تقنية يصعب العثور عليها، أو التبرع بمكونات من الطائرات المسيَّرة المدنية المتوافرة لديهم".