أعلنت القوات الأوكرانية، مساء السبت 26 مارس/آذار 2022، استعادة مدينة "تروستيانتس" التابعة لإقليم "سومي" شمال شرقي البلاد، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن ثمن تأخير تسليم الطائرات المقاتلة لبلاده هو "آلاف الأرواح من الأوكرانيين".
حيث ذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية الوطنية أن "اللواء 93" نجح في تحرير مدينة "تروستيانتس" في إقليم "سومي" من القوات الروسية.
في حين قالت قيادة اللواء، في بيان نشرته على فيسبوك، إن "اللواء 93، وبمساعدة قوات الدفاع الإقليمي والمسلحين المحليين، قام بتحرير تروستيانتس في إقليم سومي من قوات الاحتلال الروسي"، حسب الوكالة.
البيان الأوكراني أضاف: "بعد أن واجهوا عدداً من الإخفاقات، فر الجيش الروسي من تروستيانتس، تاركاً وراءه أسلحة ومعدات وذخيرة سيستخدمها اللواء 93 لتحرير المدن الأوكرانية الأخرى من الاحتلال".
بينما لم يصدر على الفور تعليق من روسيا أو جهة محايدة عن هذا الشأن.
"خيبة أمل أوكرانية"
من جهته، شدّد زيلينسكي على ضرورة منع قصف المدن الأوكرانية من الجو، معرباً عن "خيبة أمله" لأن الطائرات السوفييتية الصنع المتوفرة في دول أوروبا الشرقية، ولا سيما في بولندا، "لم يتم تسليمها بعد" إلى أوكرانيا.
جاء ذلك خلال مكالمة مع نظيره البولندي أندريه دودا عبر تقنية فيديو كونفرنس.
إذ أردف زيلينسكي: "ثمن تأخير الطائرات هو أرواح آلاف الأوكرانيين التي نخسرها من الضربات الصاروخية والجوية على مدن أوكرانية تنعم بالسلام".
بحسب بيان صدر عن الرئاسة الأوكرانية، أكد زيلينسكي لنظيره البولندي على ضرورة منع قصف المدن الأوكرانية من الجو، معرباً عن "خيبة أمله" لأن الطائرات السوفييتية الصنع المتوفرة في دول أوروبا الشرقية، ولا سيما في بولندا، "لم يتم تسليمها بعد" إلى أوكرانيا.
الرئيس الأوكراني أشار إلى أن الطائرات والدبابات وأنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى ستسمح لأوكرانيا بـ"الدفاع فعلاً" عن الحرية في جميع أراضيها، وتغيير مسار الأعمال العدائية "بشكل جذري".
"خطر كبير"
فيما حذر زيلينسكي من أنه إذا لم يساعد الشركاء أوكرانيا بالطائرات والدبابات، فهناك "خطر كبير" من أن تشكل القوات الروسية تهديداً صاروخياً على أراضي بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا ودول البلطيق.
كما نوه إلى أنه سيكون هناك "تهديد عسكري عام ومباشر" على حدود ومدن تلك الدول، مضيفاً: "سوف يذهبون (الروس) إلى أبعد من ذلك".
في السياق ذاته، شكر زيلينسكي نظيره البولندي لإيوائه اللاجئين الأوكرانيين.
من جانبه، قال الرئيس البولندي أندريه دودا، إن بلاده قامت حتى الآن بإيواء 2.3 مليون أوكراني، توفر لهم الدولة كل ما يحتاجون إليه.
في غضون ذلك، ذكر البرلمان الأوكراني، في بيان على تويتر السبت، أن القوات الروسية تطلق النار على منشأة للأبحاث النووية في مدينة خاركيف.
ونقل البيان عن هيئة الرقابة النووية الحكومية قولها: "من المستحيل في الوقت الراهن تقييم حجم الضرر بسبب الأعمال العدائية التي لا تتوقف في منطقة المنشأة النووية".
حرب متواصلة
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية شهرها الثاني؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفيهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
شروط موسكو
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".
في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أدت حتى الآن إلى نزوح أكثر من ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة، منهم نحو 3.8 مليون فروا إلى الخارج، نصفهم من الأطفال.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".