تكشفت تفاصيل جديدة حول جريمة قتل أم وبناتها الثلاث في لبنان، والتي أثارت صدمة لدى الرأي العام، وتشير معلومات جديدة إلى أن المُتهم بارتكاب الجريمة خطط لها مسبقاً وأنه سكب "الخرسانة" (الباطون) على أجساد الضحايا؛ إخفاءً لمقتلهن.
صحيفة "النهار" اللبنانية نشرت، السبت 26 مارس/آذار، نقلاً عن مصادر مطلعة على القضية- لم تذكر اسمها- كيف استدرج الشاب حسين فياض ضحاياه من منزلهن وصولاً إلى مكان موتهن، إلى أن تم العثور على جثامينهن، الجمعة 25 مارس/آذار 2022.
بدأ ارتكاب الجريمة مساء يوم 2 مارس/آذار 2022، وقالت الصحيفة إن فياض اتصل بوالدة الفتيات باسمة، وأقنعها بالخروج مع بناتها من المنزل الذي كان يتردد عليه مراراً بعد علاقة عاطفية جمعته بالابنة الوسطى تالا البالغة من العمر 20 عاماً.
طلب فياض من الأم الخروج لتناول سندويتش الشاروما في مكان قريب من البلدة، إلا أن الابنة الصغرى رفضت، فأصرَّ عليهنّ جميعاً، وأقنعهنَّ بأنّ المطعم قريب ولن يتأخّرنَ.
خرجت الأم وبناتها الثلاث من المنزل وتوجهن مع فياض إلى مكان قريب من المغارة حيث وُجِدت الجثث، وذكرت الصحيفة اللبنانية أن المتهم كان على اتفاق مع شخص سوري؛ لمساعدته في ارتكاب الجريمة، بحسب قولها.
عند وصوله طلب فياض من الأم وبناتها النزول من السيارة، بحجّة أنّه يريد التحدّث على انفراد مع الشاب السوري، ونزلت العائلة من السيارة، وتقول الصحيفة إنه بعد ذلك "نفذ فياض جريمته في دقائق، مستخدماً سلاح بومب أكشن نحو الوجه والصدر ومن مسافة قريبة"، وفق ما أظهره كشف الطبيب الشرعي على الجثث.
أراد "فياض أن ينفذ الجريمة بعيداً قليلاً عن السيارة؛ حتى لا تظهر أية آثار دماء أو حمض نووي عليها بعد قتل الأم وبناتها"، بحسب قول الصحيفة اللبنانية.
تُشير معلومات التحقيق بالقضية إلى أن الشاب السوري "ساعد فياض على نقل الجثث الأربع إلى داخل المغارة"، وبحسب الصحيفة فإنهما عملا على دفن الجثث وردمها من خلال سكب "الباطون" فوقها.
عقب دفن الجثث توجه المُتهم إلى شاليه قريب من المغارة للاستحمام، "بدّل ملابسه، واستخدم هاتف الابنة الصغرى منال (16 عاماً)، وأرسل رسالة عبر الواتساب لابنة خالتها بهدف تمويه خروجهنَّ من المنزل، كتب فيها: "خرجنا مع حسين لنأكل سندويتش بالنبطيّة"، قبل أن يقفل الهاتف ويتوارى عن الأنظار.
أشارت الصحيفة إلى أنه لا تزال دوافع المُتهم غير معروفة لارتكاب هذه الجريمة، ولفتت إلى أن هذه القضية نُقلت مهمة التحقيق فيها من مخابرات الجيش إلى شعبة المعلومات.
كانت "الوكالة الوطنية للإعلام" قد ذكرت أن قوات الأمن عثرت على جثث الأم باسمة وبناتها الثلاث تالا وريما ومنال صفاوي وتمّ نقلهن إلى مستشفى النبطية الحكومي، وذلك بعد اعترافات أدلى بها الموقوف حسين فياض بأنّه اختطفهن وقتلهن وأخفى جثثهن.
كان والد الفتيات وطليق باسمة قد تقدّم ببلاغ يفيد باختفاء أسرته منذ الثاني من شهر مارس/آذار 2022.
من جانبها أعلنت عائلة القاتل تبرؤها منه وقالت: "نعلن استنكارنا الشديد للجريمة النكراء التي تعرضت لها عائلة الصديق والحبيب وابن بلدتنا المختار زكريا صفاوي، وتعلن العائلة- وفي حال اتضاح أي مسؤولية على المدعو حسين جميل فياض بالجريمة النكراء- تبرئتها بالكامل منه، وتطالب السلطات القضائية بإنزال أشد العقوبات بحقه".