قال المفاوض الأوكراني ديفيد أرخاميا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد 27 مارس/آذار 2022 إن الجولة القادمة من المحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا ستجرى في تركيا من 28 إلى 30 مارس/آذار 2022.
في حين وصفت أوكرانيا الجولات السابقة من المحادثات مع روسيا بأنها "صعبة للغاية" وذلك وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء.
مفاوضات روسيا وأوكرانيا تنتقل إلى تركيا
من ناحية أخرى علم "عربي بوست" من مصادر خاصة أن المفاوضات الروسية الأوكرانية سوف تنتقل إلى إسطنبول، وجاء ذلك بناء على الاتفاق بين الطرفين.
كذلك فقد قالت المصادر إنه من المتوقع أن يتصل الرئيس الروسي بالرئيس التركي ليطلب منه ذلك رسمياً مساء الأحد، على أن تبدأ المفاوضات بحسب ما أكدت المصادر يوم الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022 وهي استمرار للمفاوضات التي بدأت في بيلاروسيا والتي سيكون محلها إسطنبول في الفترة القادمة.
في حين قال مكتب الرئيس التركي إن أردوغان تحدث هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة 25 مارس/آذار 2022 وبحثا الوضع الميداني في أوكرانيا وما وصلت إليه المفاوضات بين كييف وموسكو.
حيث قال بيان صادر عن مكتب الرئيس إن أردوغان أبلغ زيلينسكي بأنه شدد في قمة حلف الأطلسي على دعمه لوحدة أراضي أوكرانيا كما أطلع المسؤولين هناك على الجهود الدبلوماسية "الفعالة" التي بذلتها تركيا.
اتصال مرتقب بين أردوغان وبوتين
في سياق ذي صلة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه سيجري قريباً محادثات مع نظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والروسي فلاديمير بوتين، جاء ذلك في تصريح للصحفيين، بالطائرة خلال عودته إلى تركيا، عقب مشاركته بالقمة الطارئة لزعماء دول حلف شمال الأطلسي "ناتو".
فيما أوضح: "سأجري محادثة مع زيلينسكي، وقد أجري أخرى مع بوتين نهاية الأسبوع الجاري، أو بداية الأسبوع المقبل". وأكد أردوغان أن "الناتو ليس ميتاً دماغياً كما قال (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون سابقاً، وأعتقد أنه كان تصريحاً غير موفق ويعتبر (ماكرون) من أنشط قادة الحلف اليوم".
كما أضاف أن ماكرون يبذل جهوداً كبيرة، ويجري لقاءات ومباحثات نشطة جداً مع أوكرانيا، وروسيا وبلدان أخرى حيال الأزمة الأوكرانية.
مطالب روسيا من أوكرانيا
كان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قد سبق أن كشف عن المطالب التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شرطاً لوقف إطلاق النار واتفاق سلام مع أوكرانيا، خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 17 مارس/آذار 2022، في ضوء الوساطة التي تقوم بها تركيا بين الطرفين.
المتحدث الرئاسي التركي كالن حضر اللقاء الهاتفي بين أردوغان وبوتين، واستمع لمطالب الرئيس الروسي والتي قال وفق حواره مع شبكة "بي بي سي" البريطانية يوم الخميس 17 مارس/آذار 2022 إن "بعضها مفهوم"، ما يعني أن بعضها الآخر ربما يكون أكثر تحدياً أو صعوبة بالنسبة للأوكرانيين.
تتمحور المطالب "المفهومة" حسب حديث لكالن في مقابلة مع محرر الشؤون الدولية في "بي بي سي" ضمن أربع نقاط هي: قبول كييف ضرورة أن تكون محايدة، وألا تتقدم بطلب الانضمام إلى حلف الناتو. وأن تذعن كييف لعملية نزع السلاح من أجل التأكد من أنها لا تشكل تهديداً لروسيا. ويجب أن تتوافر حماية اللغة الروسية في أوكرانيا. كما يجب أن تقوم أوكرانيا بما سمته "اجتثاث النازية".
الجانب التركي ينظر لهذه المطالب على أنها يمكن معالجتها دون أن تكون حجر عثرة على طريق اتفاق سلام بين موسكو وكييف، لا سيما أن أوكرانيا أبدت استعدادها لفكرة الحياة وعدم الانضمام لتحالفات بينها الناتو.
من جانب آخر، يقول الأتراك إنه يمكن معالجة مسألة اجتثاث النازية من خلال إدانتها. كذلك حماية اللغة الروسية تعتبر من جملة المطالب الميسورة.
مطالب "أكثر صعوبة"
على صعيد آخر، كانت مطالب أخرى ربما تكون "صعبة" بالنسبة لأوكرانيا، اعتبرها محاور كالن أنها "أكثر إثارة للجدل" بين مجمل الشروط الروسية، وتشمل وضع دونباس وشبه جزيرة القرم، حيث يدافع الرئيس بوتين عن فكرة أن هذه المناطق روسية ويجب على أوكرانيا الاعتراف بذلك.
المحاور في "بي بي سي" قال إن كالن لم يدخل في تفاصيل أكثر حول هذه النقطة، لكن يُعتقد أن الكرملين سيطالب كييف بالتخلي عن دونباس والتنازل عن أراضٍ في شرق أوكرانيا، وهذا الأمر لن يكون سهلاً بالنسبة لكييف.
ويرى الجانب التركي أن هذه المسائل يمكن أن تحل، لكن من خلال لقاء وجهاً لوجه بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي، "إلا أن ترتيب هذه الأمور قد يستغرق أسابيع أخرى قبل التمكن من التوصل إلى اتفاق"، يقول الأتراك.
يشار إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي أعلن مراراً رغبته في عقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي من أجل التفاوض، وفي المقابل أبدى بوتين استعداده مؤخراً لهذا اللقاء، ما يشير إلى تقارب بين الطرفين أكثر من السابق.
يذكر أن القوات الروسية استهدفت الأراضي الأوكرانية في يوم 24 فبراير/شباط 2022، ما أدى إلى مقتل الآلاف وهروب الملايين إلى الاتحاد الأوروبي، خوفاً من آلة القتل الروسية.