فيديوهات لمقاتلين أمريكيين في ساحات القتال بأوكرانيا.. أحدهم وصفها بالإجازة الرائعة “شديدة الخطورة”

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/25 الساعة 12:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/28 الساعة 05:17 بتوقيت غرينتش
مقاتلون أمريكيون متطوعون في أوكرانيا/رويترز

قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن مقاتلين أمريكيين ظهروا في لقطات فيديو التقطت في جبهات القتال في أوكرانيا، مستدلة بذلك على أن الفيلق الدولي الذي يقاتل إلى جانب الجيش الأوكراني قد تزايد حضوره ودوره في قتال القوات الروسية التي تواصل معاركها ضد الأوكرانيين منذ 24 فبراير/شباط الماضي.

https://www.youtube.com/shorts/s-vNjzh8L2k

ونُشر الخميس 24 مارس/آذار مقطع فيديو من أوكرانيا لمقاتلين أمريكيين يقاتلون هناك، بينما يُظهر أحد المقطعين أمريكياً يرتدي زيَّ قتالٍ ويقف أمام بقايا ما قال إنها دبابة عسكرية محترقة، ومن خارج نطاق الكاميرا، يُسمع صوت أوكراني يصيح "مرحباً بكم في أمريكا!"، ثم يكرر الأمريكي العبارة.

أما مقطع الفيديو الثاني، فيتحدث فيه مقاتل آخر بلكنة أمريكية، ويظهر فيه مجموعة من الجنود محتمين بجدار موازٍ لطريق، في قريةٍ يدَّعي راوي الفيديو أنهم استعادوا السيطرة عليها من الروس.

"إجازة رائعة"

اللافت أن جندياً سابقاً في الجيش الأمريكي يعمل مقاول بناء في ولاية كونيتيكت الأمريكية، ويُدعى جيمس فاسكيز، هو من نشر مقطع الفيديو الأول عبر موقع "تويتر"، وتشير تغريداته على الموقع إلى وصوله بولندا في 15 مارس/آذار، ثم عبوره إلى أوكرانيا في اليوم التالي، حاملاً معه بضع طائرات استطلاع مسيَّرة. وقد أُرسل إلى الخطوط الأمامية من مدينة لفيف الأوكرانية في 18 مارس/آذار.

يقول فاسكيز في تغريدة: "أحس وكأنني في إجازة رائعة وشديدة الخطورة في الوقت نفسه"، وفي تغريدة أخرى: "عندما أريد التأهب للقتال، فكل ما أحتاج إليه أن أستدعي إلى ذهني أجدر وجه يمكن لكمه على هذا الكوكب".

كما يتحدث فاسكيز في تغريدات أخرى عن دورياته العسكرية في أوكرانيا ومروره بنقاط تفتيش عديدة وإبراز جواز سفره، ويقول: "لقد تعجبوا تعجباً شديداً عند نقاط التفتيش من رؤية جواز سفري الأمريكي. ثم سمحوا لي بالمرور؛ لأنهم يرون أنه من الرائع وجود جندي أمريكي يقاتل إلى جانبهم".

يروي فاسكيز أحداث معركة وقعت الخميس 24 مارس/آذار حول قرية أوكرانية لم يذكر اسمها، وقال إنه كان مكلفاً "بالعثور على مجموعة من الروس رصدهم مدنيون وهم يختبئون" في المنطقة، و"أنه يستخدم طائرة مسيَّرة للبحث عنهم". ثم كتب بعد بضع ساعات على موقع تويتر: "لقد أمضيت للتو 6 ساعات متتالية من القتال، وبين يدي مقطع فيديو مذهل سأنشره لاحقاً. أصيب رجلان لكنهما سيكونان على ما يرام، ولدينا وفاة واحدة".

وكانت الروايات الأولية عن الفيلق الدولي أشارت إلى أن المتطوعين الأجانب كانوا مزيجاً متفاوتاً، وكثير منهم ليس لديه خبرة في القتال. وذكر موقع Task&Purpose الإلكتروني الإخباري العسكري أن بين "كل حشد من الواهمين (الوافدين للقتال في أوكرانيا) تجد واحداً له باعٌ في القتال".

ويبدو أن اختيار المقاتلين لا يجري على منهج معين سوى الفصل بين من يمتلكون خبرة عسكرية وبين من لا يمتلكونها. بينما قالت تقارير من أوكرانيا إن من ليس لديهم خبرة عسكرية يخضعون لدورة تدريبية مدتها 4 أسابيع، أما أصحاب الخبرة العسكرية فيُعطون سلاحاً ويرسلون إلى الجبهات في وحدات معينة تحت قيادة ضباط أوكرانيين.

قتل الأسرى

في سياق منفصل، كان موقع  "بي بي سي" نشر الأربعاء 23 مارس/آذار الجاري، تقريراً حول فرار "العشرات" من المقاتلين الأجانب من ساحات الحرب في أوكرانيا ضد القوات الروسية، تضمن شهادات بعضٍ منهم التقتهم "بي بي سي" في بولندا، أوضحوا أنهم تلقوا "أوامر من القوات الأوكرانية بخصوص التعامل مع أسرى الحرب الروس"، فضلاً عن إجبارهم على توقيع عقد يتضمن بنوداً عدة من ضمنها تسليم جواز السفر وعدم مغادرة أوكرانيا إلى حين انتهاء الحرب.

المتحدثون للموقع كشفوا عن عقد تلزمهم القوات الأوكرانية التوقيع عليه قبل الانضمام لفيلق المقاتلين الأجانب الذي شكلته كييف بدعوة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ بدء الهجوم الروسي على البلاد 24 فبراير/شباط الماضي، ويضم الآلاف من المقاتلين الأجانب من أكثر من خمسين دولة.

مقاتلون أجانب يستعدون للانضمام للقتال ضد الغزو الروسي لأوكرانيا يتجمعون في لفيف/رويترز
مقاتلون أجانب يستعدون للانضمام للقتال ضد الغزو الروسي لأوكرانيا يتجمعون في لفيف/رويترز

"المغادرة كانت مستحيلة"

مقاتل بريطاني تطوع للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية، رفض الكشف عن اسمه، أكد أنه ورفاقه المتطوعين "تلقوا أوامر بعدم الإبقاء على أي أسير روسي".

وقال لـ"بي بي سي" إن السبب وراء ذلك "يعود لعدم قدرة القوات الأوكرانية على الاحتفاظ بالأسرى مع ما يتطلبه ذلك من ترتيبات يصعب القيام بها في ظل الظروف التي تمر بها البلاد. 

ريس بيرن (27 عاماً) وهو مقاتل متطوع من أيرلندا، قال إنه رفض التوقيع على العقد أو تسليم جواز سفره، الأمر الذي جعل القوات الأوكرانية تشتبه به وتظنه جاسوساً روسياً، قبل أن تعدل عن ذلك بعد التحقق من أمره، وتنقله من مدينة لفيف نحو موقع عسكري غربي العاصمة كييف. 

ومع ذلك، قرر بيرن في النهاية مغادرة أوكرانيا بعد ستة أيام فقط من دخولها عبر بولندا، مؤكداً أن "المغادرة كانت مستحيلة لو أنني سلمت جواز سفري للسلطات الأوكرانية". 

يقول بيرن حسب "بي بي سي"، إنه حسم أمره وقرر مغادرة أوكرانيا، "بعد الأوامر التي تلقاها في حال اعتقال أو استسلام أي جنود روس خلال المعارك". 

ويشرح أن "إجراءات عملنا في الميدان كانت تنص بالأساس على أن أي جندي أو شخص روسي يستسلم ويتم أسره، يصبح سجين حرب، ربما نستفيد من المعلومات التي لديه". 

لكنه يضيف أن "ذلك تغير، إذ تم إخبارنا بألا نتبع هذا الإجراء مع أسرى الحرب، وأُمرنا بقتلهم في الميدان. سواء استسلموا أم لا. وهذا يعني أنه عندما يخرج أي جندي روسي رافعاً يديه في الهواء وملوحاً بالعلم الأبيض، يجب علينا قتله". 

وكان قد عبر الحدود مع ثلاثة من أصدقائه البريطانيين، كاشفاً أن أحدهم وقع العقد بالفعل مع الفيلق الدولي بأوكرانيا، ليُنقل إثر ذلك إلى دونباس التي تعتبر من أكثر المناطق سخونة بسبب المعارك الدائرة هناك.

تحميل المزيد