“التجارة العالمية” تحذر من اندلاع أعمال شغب في البلدان الفقيرة جراء حرب أوكرانيا.. دعت لتجنب تكديس إمدادات الغذاء

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/25 الساعة 13:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/25 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش
احتجاجات الخبز في لبنان 2020/رويترز

حذرت نغوزي أوكونجو إيويالا، رئيسة منظمة التجارة العالمية، من اندلاع أعمال شغب في البلدان الفقيرة تحت وطأة الجوع ونقص الغذاء، وذلك على خلفية الزيادة المتسارعة في أسعار الغذاء العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا وتداعياتها، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 24 مارس/آذار 2022.

حيث أكدت إيويالا، في مقابلة مع الصحيفة البريطانية، أن "تأثير الوضع حول أوكرانيا على أسعار المواد الغذائية، وعلى الجوع هذا العام والعام المقبل، سيكون كبيراً للغاية، والتداعيات قد تكون فادحة، ولذلك يجدر بنا أن نقلق بشدة".

كما حذَّرت إيويالا الدولَ المنتجة للغذاء من عواقب تكديس إمدادات الغذاء، وقالت إن الأجدر بها أن تتجنب ما حدث في ظل جائحة كورونا، حين آثرت الدول الغنية نفسها بالنصيب الأكبر من إمدادات اللقاحات.

مخاوف متزايدة

فيما أعربت رئيسة منظمة التجارة العالمية عن مخاوفها من التداعيات غير المباشرة للغزو الروسي، واختصت بالذكر تداعيات الحرب على الدول الإفريقية الفقيرة التي تستورد إمدادات الغذاء من دول منطقة البحر الأسود.

إيويالا أضافت: "الغذاء والطاقة هما أكبر عنصرين في سلال استهلاك الفقراء في جميع أنحاء العالم. ومن ثم فإن البلدان الفقيرة والفقراء فيها هم أقرب الناس وقوعاً تحت وطأة أزمات الغذاء وشدتها".

ارتفعت أسعار القمح والبقوليات وزيوت عباد الشمس وغيرها من السلع الغذائية بشكل غير مسبوق منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا، تعبيرية/ رويترز

في حين أشارت إيويالا إلى أن 35 دولة إفريقية تعتمد على الغذاء المستورد من منطقة البحر الأسود، وأن روسيا وأوكرانيا مسؤولتان عن 24% من إمدادات القمح في العالم.

كانت تقديرات صادرة عن منظمة التجارة العالمية أشارت إلى أن 40% من الزيادة في أسعار القمح خلال أزمة الغذاء العالمية بين عامَي 2008-2009 وقعت بسبب تخزين بعض الدول إمدادات زائدة عن حاجتها من القمح.

قيود تجارية

كذلك لفتت إيويالا إلى أن 12 دولة فقط فرضت قيوداً تجارية على تصدير المواد الغذائية، منها السلفادور وكمبوديا ومصر، غير أننا يجب أن "نأخذ العبر من أزمة اللقاحات وأزمات الغذاء السابقة. أنا لست متيقنة بقدرتنا على الحد من تأثير الحرب في أوكرانيا؛ لأن أعداد المتأثرين بها ضخمة، لكن يمكننا أن نخفِّف من تداعياتها".

فيما نوهت رئيسة منظمة التجارة العالمية بأنها متخوفة من تعثر موسم الزراعة في أوكرانيا بسبب الصراع، ولأن إمدادات الأسمدة ستكون محدودة أيضاً.

نصف إنتاج أوكرانيا

يُذكر أن أوكرانيا تقدم عادة نصف إنتاجها من القمح لـ"برنامج الغذاء العالمي"، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة توفر إمدادات الطوارئ للبلدان التي تشهد صراعات أو تحل بها كوارث طبيعية، مثل المجاعات.

على إثر ذلك، تقول إيويالا: "إذا لم نتدبر في كيفية التخفيف من تداعيات الحرب، فستحل بنا كارثة أخرى، ليس هذا العام فحسب، بل والعام المقبل".

تخوفات من انقطاع إمدادات القمح في مصر،صورة تعبيرية/getty image

بحسب إيويالا، "هناك خطر باندلاع أعمال شغبٍ بسبب الغذاء، على غرار ما شهدناه في الفترة التي ارتفعت فيها أسعار الغذاء ارتفاعاً سريعاً في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ومن ثم فإنا نتحدث مع الدول الأعضاء في المنظمة ونحثُّهم على تجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى تفاقم هذه الأزمة، مثل فرض قيود على الصادرات الغذائية".

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال، قبل أيام، إن الحرب بين أوكرانيا وروسيا ستؤدي إلى "أزمة غذاء خطيرة" في غضون عام أو أكثر، مؤكداً أن الأزمة الدائرة بين اثنين هما من أكبر منتجي المحاصيل الزراعية عالمياً "ستؤدي على الأرجح لأزمة غذاء في إفريقيا والشرق الأوسط خلال الأشهر الإثني عشر إلى الثمانية عشر القادمة".

"مجاعة شديدة"

جدير بالذكر أن تحذيرات مختلفة تصاعدت مؤخراً من أن يتسبب التدخل الروسي في أوكرانيا في تقلب وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما قد يعرض شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى "مجاعة شديدة".

كان متوقعاً هذا العام أن تحوز أوكرانيا على 12% من صادرات القمح العالمية، و16% للذرة، و18% للشعير.

أزمة الغذاء في لبنان، أرشيفية/ Getty

يأتي ذلك في الوقت الذي يتجه فيه ما نسبته 40% من شحنات الذرة والقمح الأوكرانية السنوية إلى منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا.

يُشار إلى أنه في 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

بينما تشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".

تحميل المزيد