أفاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، الخميس 24 مارس/آذار 2022، بنزوح أكثر من نصف الأطفال بأوكرانيا؛ بفعل الحرب المستمرة في بلدهم منذ شهر، في ظل استمرار تفاقم وتردي الأوضاع.
حيث قال غوتيريش في تغريدة عبر تويتر: "بعد مرور شهر على الحرب في أوكرانيا، أصبح أكثر من نصف أطفال هذا البلد من النازحين".
غوتيرش أضاف: "استمرت المعاناة البشرية والدمار، وبينما نوسع نطاق عملنا للاستجابة للأزمة الإنسانية، أكرر دعوتي من أجل السلام".
فيما استطرد الأمين العام للأمم المتحدة قائلاً: "هذه الحرب يجب أن تنتهي الآن".
كان غوتيرش قد أكد، في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عُقدت الأربعاء، أن هناك أدلة على أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى استنزاف الموارد وصرف الانتباه العالمي عن بؤر التوتر الأخرى التي هي في أمسّ الحاجة إلى ذلك".
مشروع قرار إنساني بشأن أوكرانيا
في وقت سابق من يوم الخميس، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبأغلبية ساحقة، مشروع قرار إنساني بخصوص الأوضاع في أوكرانيا.
حيث استأنف أعضاء الجمعية العامة (193 دولة)، صباح الخميس، مناقشاتهم لليوم الثاني على التوالي بشأن مشروع قرار صاغته فرنسا والمكسيك وقدمته 22 دولة عضواً بالأمم المتحدة، بينها تركيا.
فيما صوَّت لصالح القرار 140 دولةً مقابل اعتراض 5 هي: بيلاروسيا وسوريا وإريتريا وكوريا الشمالية وروسيا، وامتناع 38 دولة أخرى عن التصويت.
هذا القرار الأممي دعا إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية التي ترتكبها القوات الروسية في أوكرانيا، كما يطالب بإنهاء الحصار الذي تفرضه هذه القوات على مدينة ماريوبول جنوبي أوكرانيا".
كما صوَّت أعضاء الجمعية العامة في الجلسة الاستثنائية، على مشروع قرار آخر، أعدَّته جنوب إفريقيا، يطالب بـ"وقف الأعمال العدائية في أوكرانيا"، دون تحديد أي طرف.
حرب متواصلة
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية شهرها الثاني؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفيهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
شروط موسكو
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".
في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أدت حتى الآن إلى نزوح أكثر من ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة، منهم نحو 3.5 مليون فروا إلى الخارج، نصفهم من الأطفال.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".