السعودية نقلتهما إلى مركز احتجاز بالرياض.. تجدد المخاوف من ترحيل رجلين من أقلية الإيغور إلى الصين

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/24 الساعة 17:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/24 الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش
أيميدولا ويلي من أقلية الإيغور خلال أداء مناسك العمرة قبل اعتقاله بالسعودية/ مواقع التواصل

دعا ناشطون في مجال حقوق الإنسان المملكة العربية السعودية إلى عدم ترحيل رجلين محتجزين من الإيغور إلى الصين بعد نقلهما إلى منشأة احتجاز في الرياض، حيث من المرجح أن يتعرضا لخطر التعذيب، وسط حملة قمع وحشية ضد الأقليات المسلمة في مقاطعة شينجيانغ الصينية، طبقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022.

حيث تحتجز السعودية أيميدولا ويلي، المعروف أيضاً باسم حمد الله عبد الولي، وصديقه نورمييتي روزي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، دون تهمة أو محاكمة بعد ذهابهما لأداء فريضة الحج في مكة.

فيما أبلغ أقارب الرجلين منظمة العفو الدولية أنَّ ويلي وروزي نُقلا إلى الرياض في 16 مارس/آذار، وهي خطوة يخشيان أنها تشير إلى قرب تسليمهما إلى الصين.

قلق متزايد

من جهتها، قالت سمية، ابنة ويلي، لمنظمة العفو الدولية: "نحن قلقون للغاية بشأن والدنا، وما الذي سيحدث له إذا أُرسِل إلى الصين. نحن بحاجة إلى مساعدة الجميع العاجلة لوقف هذا التسليم".

كما أضافت زوجة روزي: "من شبه المؤكد أن زوجي سيتعرض للتعذيب في الصين. أرجوكم توقَّفوا عن هذا التسليم".

بينما لم تخبر السلطات السعودية الرجلين بما إذا كانت هناك أية تهم موجهة إليهما أو لماذا تحتجزهما الرياض.

كان ويلي، الذي تعرض للتعذيب سابقاً في سجن بمقاطعة شينجيانغ، قد سافر إلى السعودية مع صديقه روزي من تركيا في فبراير/شباط 2020؛ لأداء مناسك العمرة.

الترحيل إلى الصين

في وقت سابق من هذا العام، قالت ابنة ويلي، نورين حمد الله وشقيقتها، إنَّ مسؤولاً قضائياً سعودياً رأى والدهما في يناير/كانون الثاني، وأبلغه أن "يستعد نفسياً" لترحيله إلى الصين، مضيفة: "لم نسمع صوت والدنا منذ أكثر من عام، ويؤلمنا معرفة أنه يمكن إرساله إلى الصين وفصلنا عنه إلى الأبد".

وقالت المرأتان إنهما تحدثتا إلى أحد الإيغور في السعودية،  والذي يراقب القضية، وقال إنَّ المسؤول القضائي أكد القرار على الرغم من عدم اتهام الرجلين بارتكاب أية جريمة في الصين أو المملكة.

محو الهوية الدينية والعمل بالسُّخرة

جدير بالذكر أنه منذ عام 1949، تسيطر الصين على إقليم "تركستان الشرقية"، وهو موطن الأتراك الإيغور المسلمين، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

فيما تشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.

الإيغور المسلمين الصين
الإيغور المسلمين/مواقع التواصل

كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد نشرت، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تقريراً كشف وثائق حكومية صينية مسربة، احتوت تفاصيل قمع بكين لمليون مسلم من "الإيغور"، ومسلمين آخرين بمعسكرات اعتقال في تركستان الشرقية.​​​​​​​​​​​​​​

سبق أن أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2019، خلال شهر مارس/آذار 2020، والذي ذكرت فيه أن الصين تحتجز المسلمين بمراكز اعتقال؛ لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وتجبرهم على العمل بالسخرة.

كذلك، جرى تداول العديد من التقارير الإعلامية والحقوقية التي تثبت حالات اغتصاب، وتعذيب، وتعقيم قسري، وتدمير لعشرات المساجد والأضرحة، ومعسكرات اعتقال (غولاجات) القطن التي يُجبَر الإيغور على العمل فيها وسط ظروفٍ مُهينة بلا أجر أو مقابل أجرٍ زهيدٍ للغاية. وتُنتِج مقاطعة سنغان نحو خُمس إمدادات القطن في العالم.

فيما يقول نشطاء الإيغور إنَّ عائلات بأكملها اختفت في المعسكرات أو أُعدِمَت.

غير أن الصين عادةً ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني" ترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة"، على حد قولها.

تحميل المزيد