قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أبوظبي ناقشت مع تل أبيب مسألة عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية "كي يبقى بعيداً عن إيران وروسيا"، وذلك خلال المحادثات التي جمعت ولي عهد الإمارات محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في قمة بشرم الشيخ في مصر بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي 22 مارس/آذار 2022.
القمة جاءت بعد أيام قليلة من زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات ولقائه بمحمد بن زايد، في زيارة كانت الأولى من نوعها لدولة خليجية منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، وتزامناً مع الذكرى الـ11 لها.
تقليص النفوذ الإيراني
هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" نقلت بدورها عن مسؤولين إسرائيليين أن الإمارات ترى "ضرورة في إعادة العلاقات مع نظام الأسد بسبب انتهاء الحرب هناك"، مشيرة إلى أن الهدف هو بناء علاقات ثقة.
وحسب "كان"، فإن الإمارات ناقشت مع إسرائيل ذلك باعتبار أن تل أبيب لها مصلحة في هذه الخطوة، حيث من الممكن أن تقلص النفوذ الإيراني على الحدود السورية مع إسرائيل.
من جانب آخر، أكدت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية أن اللقاء الثلاثي في شرم الشيخ بحث بالفعل إمكانية عودة الأسد للجامعة العربية، وانعكاس هذا الأمر على تل أبيب.
وذكرت أن إسرائيل لا ترى في الأسد بعد "قائداً مؤهلاً شرعياً" لسوريا، لكنها استدركت بأن "مصلحة إسرائيل الأولى" تكمن في انسحاب قوات إيران من سوريا، وأن علاقات تل أبيب وأبوظبي "الممتازة" قد تفضي إلى نشاط منسق في هذا الأمر .
بينيت "منفتح"
أما صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" فقد ذكرت أن رئيس الوزراء بينيت "منفتح" على احتمال أن تساهم زيارة الأسد إلى الإمارات بـ"نتائج إيجابية" تنعكس على إسرائيل والمنطقة، على اعتبار أن الإمارات وحلفاء إقليميين لإسرائيل "يحرصون على إقصاء الدور الإيراني كواحد من أبرز الأدوار المهيمنة في سوريا".
والثلاثاء 22 مارس/آذار 2022 التقى زعماء مصر والإمارات وإسرائيل في قمة ثلاثية بشرم الشيخ في مصر، تناولت العلاقات المشتركة وأهمية التعاون والتنسيق والتشاور بما يلبي طموحات التنمية والاستقرار في المنطقة، وأمن الطاقة واستقرار الأسواق العالمية، حسبما ذكرت وسائل إعلام مصرية وإماراتية.
والجمعة 18 مارس/آذار الجاري وصل رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات تزامناً مع الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية، التقى خلال الزيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وبحثا "العلاقات الأخوية والتعاون والتنسيق المشترك".
وحسب وكالة أنباء الإمارات، فإن محمد بن زايد أكد أن سوريا "تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي، وأن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية".
يُذكر أن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد زار دمشق في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي 2021، والتقى بشار الأسد في زيارة كانت الأولى من نوعها لمسؤول خليجي رفيع المستوى منذ 11 عاماً.