شنَّ ديميتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي السابق وأكثر الحلفاء قرباً من الرئيس فلاديمير ، هجوماً على الولايات المتحدة الأمريكية بتصريحات اتهم فيها واشنطن "بمحاولة تدمير روسيا"، وأنها "تهدف إلى إذلال روسيا وتقسيمها ثم تدميرها في نهاية المطاف"، متعهداً بأن بلاده "لن تسمح بحدوث ذلك أبداً".
ميدفيديف، الذي يشغل الآن نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، قال في رسالته التي نشرها على تيليغرام، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، إن "مثل هذه الخطة لو تحققت فستكون نتائجها كارثية على العالم"، حسب "رويترز".
وكان المسؤول الروسي وحليف بوتين قال، الأسبوع الماضي، إن روسيا "تمتلك القدرة على إيقاف أعدائها عند حدهم وفي مقدمتهم الولايات المتحدة"، وشدد على أن روسيا قادرة على "إحباط مؤامرة الغرب الهادفة لتمزيق البلاد".
واعتبر أن واشنطن أزكت "رهاب روسيا" من أجل إجبار موسكو على الركوع ثم تمزيقها، واصفاً ذلك الرهاب بأنه "مثير للاشمئزاز".
يشار إلى أن ديميتري ميدفيديف شغل منصب الرئيس كذلك بين عامَي 2008 و2012.
وتأتي تصريحات ميدفيديف بعد نحو شهر من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، مما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين وفرار أكثر من 3.5 مليون لجؤوا نحو بلاد الجوار.
وتصر روسيا على شروط تطالب خلالها كييف بأن تكون محايدة ومنزوعة السلاح، وألا تنضم لأي كيان عسكري بما في ذلك الناتو، في ضوء مفاوضات تأخذ طابع الأخذ والرد و"التصادمية"، حسب تقدير كييف.
عقوبات غربية
على صعيد آخر، يتجه الغرب نحو فرض مزيد من العقوبات على روسيا، وهو الذي لم يغفل تطبيق هذه السياسة منذ اليوم الأول للهجوم الروسي في 24 فبراير/شباط الماضي، وصلت إلى حد حظر النفط الروسي من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، فضلاً عن مختلف العقوبات "الصارمة" على روسيا أو شخصيات مسؤولية ونافذة في البلد ودول الاتحاد الروسي عامة.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عقوبات جديدة على روسيا وإجراءات أخرى لتشديد العقوبات الحالية عندما يزور بروكسل هذا الأسبوع.
كما تستعد واشنطن لفرض عقوبات على أكثر من 300 مشرّع في مجلس النواب الروسي "الدوما" في وقت قريب "ربما غداً الخميس"، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم ووثائق داخلية.
المسؤولون أنفسهم ذكروا أن العقوبات ستعلن بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وأعضاء مجموعة الدول السبع الصناعية.
وكان البيت الأبيض أكد أنه "لم تُتخذ قرارات نهائية بشأن من سنعاقب وعدد من سنعاقبهم".
وأضاف: "ستكون لدينا إجراءات عقابية إضافية للإعلان عن تطبيقها بالاشتراك مع حلفائنا يوم الخميس عندما تتاح للرئيس فرصة التحدث معهم".
والخميس 24 مارس/آذار 2022، سيتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى بروكسل للمشاركة في قمة "استثنائية" للناتو، سيتبعها بزيارة إلى بولندا الجارة الأوروبية لأوكرانيا.
ومن المقرر أن تشمل الزيارة إعلاناً عن تحرك مشترك لتعزيز أمن الطاقة في القارة، التي تعتمد اعتماداً كبيراً على الغاز الروسي، فضلاً عن زيارة إلى بولندا لإظهار التضامن مع جارة أوكرانيا.