قال مسؤولون أوكرانيون أن الحصار الروسي لمدينة ماريوبول على بحر آزوف تم بإشراف الجنرال ميخائيل ميزينتسيف، والذي كان قائد العملية الروسية في روسيا. فمن هو الجنرال ميخائيل ميزينتسيف، ولماذا حمّله الرئيس فلاديمير بوتين مسؤولية هاتين العمليتين؟
بدوره، وصف مستشار وزارة الشؤون الداخلية في أوكرانيا أنطون هيراشينكو، الجنرال بأنه "المفضل لدى بوتين"، وهو الذي أعطى الأوامر بإطلاق النار على أهداف مدنية في ماريوبول، على حد تعبيره.
أما الجنرال الروسي ميخائيل ميزينتسيف فاتهم من سماهم "قطاع الطرق" الأوكرانيين و"النازيين الجدد" والقوميين، الذين شاركوا في "الإرهاب الجماعي" وقتلوا سكان المدينة، على حد تعبيره، بينما ساعدت قوات الجيش الروسي في إجلاء نحو 60 ألف من أهل المدينة.
من هو الجنرال ميخائيل ميزينتسيف؟
القائد العسكري الرفيع ولد عام 1962 في مدينة فولوغدا أوبلاست في روسيا.
تلقى تعليمه في الأكاديمية العسكرية في كييف في الثمانينيات، ثم خدم في وقت لاحق ضمن مجموعة القوات السوفييتية في ألمانيا.
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، خدم في منطقة القوقاز العسكرية، ثم انتقل إلى هيئة الأركان العامة.
وبحسب المعلومات المنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية، ترأس ميزينتسيف، أثناء العملية العسكرية الروسية في سوريا، هيئة تنسيق وزارية مسؤولة عن عودة اللاجئين إلى سوريا.
وفي العام 2014، أسست روسيا مركز إدارة الدفاع الوطني، المعروف أيضاً باسم مركز مراقبة الدفاع الوطني (NDCC)، والذي كان يعرف بمركز القيادة المركزية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، وهو مركز القيادة العليا لوزارة الدفاع والقوات المسلحة الروسية، وعينت الجنرال ميخائيل ميزينتسيف رئيساً له.
ويعتبر المركز ثاني أعلى سلطة مسؤولة عن إدارة وزارة الدفاع والإشراف عليها، بعد الوزير نفسه ويخضع مباشرة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للاتحاد الروسي، ويشرف عليه رئيس الأركان العامة.
ويملك المركز أقوى كمبيوتر عسكري عملاق في العالم يسمى NDMC Supercomputer بسرعة 16 بيتافلوب وسعة تخزين 236 بيتابايت، حسب ما نشرت مجلة Military News الروسية.
حاز الجنرال على عدة أوسمة عسكرية، من بينها "ميدالية استرداد القرم".
العملية الروسية في سوريا
وأطلق عليه بعض المتابعين للشأن السوري لقب "أمير الحرب عن بعد"، إذ قال مؤلف كتاب "جيش الصين الخاص" أليساندرو أردينو في مقال على موقع Arab Weekly إن الحرب في سوريا شهدت استخدام الطائرات بدون طيار والمركبات الروسية التي يتم التحكم فيها عن بعد، إلى جانب تزايد دور أجهزة التشويش، لتعطيل الاتصال بين الطائرة ومن يشغلها.
واعتبر أن ساحة المعركة السورية شكلت ساحة اختبار عسكرية، وساعدت في تسريع تطوير وموثوقية أنظمة الأسلحة البعيدة والمستقلة من جميع الأطراف المتصارعة، سواء روسيا أم الغرب، كما ساهمت في رفع مبيعات بعض أنواع الأسلحة.
وكان النظام السوري برئاسة بشار الأسد توجه بطلب رسمي إلى بوتين للحصول على مساعدة الجيش الروسي في يوليو/تموز 2015 ومواجهة المنظمات المعارضة في الحرب الأهلية المندلعة منذ العام 2011.
وبينما لم يتم ربط اسم الجنرال مباشرة بقيادة العمليات العسكرية، إلا أنه ترأس "مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين السوريين".
وبحضور 27 دولة، أعلن في مؤتمر انعقد أواخر العام 2020 تخصيص روسيا أكثر من مليار دولار لإعادة إعمار الشبكات الكهربائية والصناعات وأغراض إنسانية أخرى في سوريا، إلى جانب دعم جهود ترميم المواقع الأثرية وغيرها.
الحرب الأبرد في القطب الشمالي
وإلى جانب روسيا وأوكرانيا، أشرف الجنرال ميزينتسيف على جهود إنشاء أكثر من 1450 منشأة عسكرية وأجهزة رادارات واتصالات في القطب الشمالي، حسب ما نشرت وكالة أنباء إنترفاكس في العام 2015.
كانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن تأسيس هذه البنية في القطب الشمالي كفيلة بتحذير روسيا من أي تحركات عسكرية في الشمال وضمان الرد السريع عند الحاجة، حسب ما نشرت صحيفة Siberian Times.
وبينما وضعت كندا اسم الجنرال على لائحة عقوبات اقتصادية فور انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا، قال وزير الدفاع الكندي في كلمة ألقاها في شهر مارس/آذار 2022 إن روسيا "أعادت احتلال قواعد الحرب الباردة المهجورة في أقصى الشمال" محولاً الأنظار إلى ما قد يصبح الحرب الأبرد، بكل ما للكلمة من معنى.