صرّح الخبير النووي بجامعة هامبورغ الألمانية، أولريك كوهن، أن من الممكن لروسيا استخدام أسلحة نووية صغيرة، تعتبر قوتها التدميرية صغيرة مقارنةً بالقنابل التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي، ومع أن احتمالات هذا السيناريو منخفضة إلا أنها في ارتفاع.
تأتي هذه التصريحات بينما أصبحت واشنطن تتوقع تحركات نووية من جهة روسيا في الأيام القادمة، وزيادة اعتماد على الردع النووي؛ لإرسال إشارات جدية للغرب، وعكس القوة الروسية أمام العالم، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وصرّح كوهن بذلك لصحيفة New York Times الأمريكية، الأحد 21 مارس/آذار 2022، معللاً تحليله بأن "مسار الحرب لا يجري بشكل جيد بالنسبة للروس"، خصوصاً مع ازدياد الضغوطات الغربية.
يتوقع كوهن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يضطر إلى إطلاق مثل هذه الأسلحة على مناطق غير مأهولة، لا على الجنود الأوكرانيين، دون أن توقع هذه القنابل ضحايا أو خسائر.
قنابل نووية تحذيرية
في دراسة للخبير نفسه من عام 2018، حذر كوهن من أن إحدى خيارات بوتين في أي حرب قادمة قد تكون إطلاق قنابل نووية في مناطق بعيدة وغير مأهولة، لتحذير الجميع من إمكانية استخدام ضربات نووية أخرى مدمرة على مناطق مأهولة، أو على أهداف عسكرية.
ويتوقع الخبير النووي أن من الممكن أن يلجأ بوتين لمثل هذا الخيار اليوم في أوكرانيا، كورقة ضغط مرعبة في يده.
ومع أن "الحديث عن مثل هذه الأمور مرعب جداً" إلا أن كوهن يرى أن من الضروري أخذ هذه الاحتمالات بعين الاعتبار.
خطر القنابل النووية الضخمة
في الوقت نفسه فإن لدى القوى النووية الكبرى في العالم قنابل نووية تتعدى خطر تلك القنابل التي أُلقيت على هيروشيما وناغازاكي بمراحل.
أكبر قنبلة نووية في الترسانة العسكرية الأمريكية تبلغ قوتها التدميرية 1000 ضعف القنبلة التي ألقيت على هيروشيما.
في المقابل فأكبر قنبلة نووية في الترسانة الروسية تمتلك قدرة تدميرية تبلغ 3000 القدرة التدميرية للقنبلة التي ألقيت على هيروشيما.
الدولتان اضطرتا لامتلاك مثل هذه القنابل المخيفة كآلية ردع من أي ضربة نووية من الجهة المقابلة، خوفاً من ضربة انتقامية كبرى أيضاً من الطرف الآخر، وبسبب إجراءات الردع الكبير الذي تقدمه هذه الأسلحة ضخمة التدمير فإن خطر الضربات النووية كان غير متخيل سابقاً.
القنابل النووية الصغيرة
تمتلك كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ضمن ترسانتهما العسكرية، قنابل نووية تعتبر قدرتها التدميرية صغيرة مقارنة بقنبلة هيروشيما.
تعتبر هذه القنابل أقل إرعاباً، ويعد استخدامها أمراً متخيلاً أكثر، خصوصاً في حالة تعثر الهجوم الروسي في أوكرانيا، وتنامي اليأس الروسي بسبب ذلك، ما قد يدفع بوتين لاستخدام إجراءات نووية مثل هذه.
يذكر أن الصحيفة الأمريكية تذكر أن محللين يذكرون أمثلة لتدريبات روسية سابقة، فبحسب هؤلاء المحللين تدرَّب الجنود الروس طويلاً على الانتقال من الحرب التقليدية إلى حرب نووية.
يهدف الجيش الروسي من مثل هذا الانتقال إلى قلب كفة موازين القوى، في حالة ارتفاع الخسائر في المعارك، وهو ما يحصل الآن في أوكرانيا، بحسب وسائل الإعلام المختلفة.