“الحرس الثوري” يعقّد مفاوضات النووي.. إيران تضع شرطاً وأمريكا تبدي استعدادها لاتخاذ قرارات صعبة

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/22 الساعة 07:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/22 الساعة 07:16 بتوقيت غرينتش
مفاوضات الملف النووي تتعقد بسبب الحرس الثوري الإيراني - Getty Images

أعلنت الولايات المتحدة، الإثنين 21 مارس/آذار 2022، أنّها "مستعدّة لأخذ قرارات صعبة" للتوصّل لاتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذّرة في الوقت نفسه من أنّ إبرام هذا الاتفاق "ليس وشيكاً ولا مؤكّداً"، وأنّها جاهزة بالتالي لاحتمال نجاح المفاوضات كما لفشلها.

وكالة الأنباء الفرنسية، نقلت عمن قالت إنه مصدر مطلع على سير المفاوضات -لم تذكر اسمه- قوله إن أحد أبرز الملفات العالقة هو إصرار طهران على أن تسحب واشنطن الحرس الثوري الإيراني، من القائمة الأمريكية السوداء لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية".

ردّاً على سؤال بشأن هذه المسألة، رفض المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أن يحدّد العقوبات التي تستعد واشنطن لرفعها، وتلك التي ليست أمريكا مستعدة لرفعها. 

لكنّ برايس أضاف "نحن مستعدّون لاتّخاذ قرارات صعبة لإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى حدوده" المرسومة في الاتفاق، الذي أبرم في فيينا في 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.

صحيفة The Wall street Journal الأمريكية نقلت عن شخصيات قالت إنهم شاركوا في المحادثات، أن العرض الأمريكي يتضمن أن ترفع واشنطن الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية، إذا التزمت طهران بعدم استهداف الأمريكيين، وأنه في حال لم تلتزم طهران بالاتفاق فإنه يمكن إعادة الحرس الثوري للقائمة.

كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد أدرجت الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء في 2019، بعد عام من قرار الرئيس الجمهوري الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق.

أبدى الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي خلف ترامب في 2020، رغبته في العودة إلى الاتفاق، بشرط أن تعود طهران للامتثال لكامل الالتزامات التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن منه.

يخشى اليمين الأمريكي وإسرائيل أيضاً من أن تسحب الإدارة الديمقراطية الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء.

يأتي هذا بينما شدّدت فرنسا على "الضرورة الملحّة" للتوصل إلى اتفاق يمنع إيران من حيازة سلاح ذرّي، مشيرة بالخصوص إلى التقدّم الكبير الذي أحرزه البرنامج النووي الإيراني منذ انسحبت منه الولايات المتحدة.

كانت إيران وواشنطن قد بدأتا في أبريل/نيسان 2021، في فيينا، مفاوضات غير مباشرة لإعادة تفعيل الاتفاق، بمشاركة الأطراف الذين لا يزالون منضوين فيه (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين). 

أجمع المعنيون على أن المباحثات المعلّقة راهناً، بلغت مرحلة فاصلة تقلّصت فيها نقاط الخلاف إلى حدودها الدنيا.

متحدث الخارجية الأمريكية، برايس، قال الإثنين 21 مارس/آذار 2022، إنه "كان هناك تقدّم كبير في الأسابيع الأخيرة، لكنّني أريد أن أوضح أنّ التوصّل لاتفاق ليس وشيكاً ولا مؤكداً"، في محاولة منه للحدّ من منسوب التفاؤل الذي ساد منذ بداية آذار/مارس بين المفاوضين.

كذلك حذّر المتحدّث من أن بلاده "تستعدّ بنفس الطريقة لكلّ السيناريوهات، مع أو بدون العودة المتبادلة إلى التزام كامل" بالاتفاق، وأضاف أنّ "الرئيس بايدن تعهّد بأنّه لن يُسمح لإيران، ما دام هو في السلطة، بامتلاك سلاح نووي، وهذا الالتزام حقيقي وقوي، سواء مع الاتفاق أو من دونه".

برايس لفت أيضاً إلى أنّ المفاوض الأمريكي روب مالي لم يعد إلى فيينا منذ قرّر المفاوضون قبل عشرة أيام وقف المحادثات مؤقتاً، وأوضح أنّه انطلاقاً من التجارب السابقة "لاحظنا أنّ المفاوضين الإيرانيين اعتادوا أخذ استراحة خلال أعياد النوروز"، رأس السنة الفارسية، الذي احتفل به الإيرانيون الأحد الماضي، من دون أن يحدّد متى ستستأنف المحادثات.

وخلال محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، شدّد وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، على "الضرورة الملحّة لاستكمال المحادثات بشأن اتفاق فيينا من دون تأخير".

تحميل المزيد