قال مسؤولون أمريكيون وآخرون في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الثلاثاء 22 مارس/آذار 2022، إن بيلاروسيا قد تنضم "قريباً" إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا، لافتين إلى أنها بدأت بالفعل اتخاذ خطوات لفعل ذلك.
إذ أكد المسؤولون، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن "بوتين بحاجة إلى الدعم. أي شيء يمكن أن يساعده"، في حربه ضد أوكرانيا.
من جهته، أوضح مصدر في المعارضة البيلاروسية، أن الوحدات القتالية لبلاده جاهزة للتوجه إلى أوكرانيا خلال الأيام القليلة المقبلة، مع استعداد آلاف القوات للانتشار، بحسب "سي إن إن".
بحسب المصدر المعارض، سيكون لهذه الخطوة المحتملة تأثير عسكري أقل من تأثيرها الجيوسياسي، بالنظر إلى تداعيات انضمام دولة أخرى إلى الحرب.
بدوره، صرّح مسؤول استخباراتي كبير في "الناتو"، بشكل منفصل، بأن الحلف يقيّم تقارير إعداد الحكومة البيلاروسية "البيئة لتبرير شن هجوم على أوكرانيا".
كان البيلاروسيون قد صوتوا الشهر الماضي للسماح للبلاد باستضافة كل من القوات الروسية والأسلحة النووية بشكل دائم، رغم أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا لشبكة "سي إن إن" أنهم لم يروا حتى الآن أي دليل على نقل موسكو أسلحة نووية إلى أوكرانيا أو الاستعداد لفعل ذلك.
كما أكدت المصادر ذاتها، أنه لا توجد مؤشرات حتى الآن على أن بيلاروسيا تشارك حالياً في القتال بأوكرانيا.
إنهاء حركة القطارات
كان ألكسندر كاميشين، رئيس شركة السكك الحديدية الأوكرانية، قد أعلن، السبت، أنه لم يعد هناك ارتباط لخط السكك الحديدية مع بيلاروسيا.
حيث دعا كاميشين، في تصريح للإعلام المحلي، زملاءه في بيلاروسيا إلى عدم توجيه القطارات العسكرية الروسية باتجاه أوكرانيا عبر استخدم خطوط سكك حديد في بيلاروسيا.
فيما أردف: "أستطيع اليوم أن أقول إنه لا يوجد خط سكة حديد بين أوكرانيا وبيلاروسيا"، مشيراً إلى أنه يفضل عدم الكشف عن التفاصيل الخاصة بإنهاء ربط السكك الحديدية مع بيلاروسيا.
يشار إلى أنه قبل أيام ذكرت تقارير في الصحافة الأوكرانية، نقل معدات عسكرية للجيش الروسي إلى محطة للسكك الحديدية في منطقة غوميل البيلاروسية المجاورة لأوكرانيا.
كما أن أوكرانيا دمرت خط السكك الحديدية مع روسيا عبر تفجير أحد الخطوط بقنبلة في 26 فبراير/شباط الماضي، وذلك بعد يومين من انطلاق الهجوم الروسي.
حرب متواصلة
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الرابع؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفيهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
شروط موسكو
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".
في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أجبرت الملايين من الأوكرانيين على الفرار من ديارهم. كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".