هاجم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، 20 مارس/آذار 2022 في خطاب له أمام "الكنيست" (البرلمان) الإسرائيلي عبر تقنية "زووم" إسرائيل، على خلفية موقفها إزاء العملية العسكرية الروسية على بلاده التي شبهها بـ"المحرقة النازية".
الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية (خاصة) الذي نقل الخطاب، نقل أيضاً عن الرئيس الأوكراني قوله "إسرائيل لديها القبة الحديدية، أفضل نظام دفاعي. لماذا لم تعطنا سلاحاً؟" وطالب زيلينسكي، تل أبيب بـ"اتخاذ موقف الآن، مساند لأوكرانيا في مواجهة روسيا".
خيار أوكرانيا بإنقاذ اليهود
الرئيس الأوكراني أضاف: "لقد اتخذت أوكرانيا خيارها قبل 80 عاماً بإنقاذ اليهود"، مشبّهاً في عدة نقاط أتى على ذكرها، العملية العسكرية الروسية على بلاده بـ"المحرقة النازية" وبحسب الصحيفة العبرية، انتقد زيلينسكي بشدة سلوك إسرائيل في سياق الحرب، و"رفضها دعم أوكرانيا بشكل فعّال"، بحسب قوله.
كما أضاف: "يمكن التوسط بين الدول ولكن ليس بين الخير والشر". واستمع إلى خطاب الرئيس الأوكراني، أكثر من 100 نائب ووزير إسرائيلي، بحسب "يديعوت أحرنوت".
زيلينسكي وحسبما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، قال للنواب الإسرائيليين: "نحن في دول وظروف مختلفة تماماً، لكن التهديد الذي أمامنا واحد، أريدكم أن تتفكروا في هذا التاريخ 24 فبراير/شباط- بداية الغزو الروسي، هذا اليوم سوف يُذكر مرتين في تاريخ العالم كمأساة للأوكرانيين واليهود والأوروبيين والعالم بأسره. في 24 فبراير/شباط 1920، الحزب النازي تأسس، وقتل الملايين، ودمر دولاً بأكملها، وحاول ارتكاب إبادة جماعية".
هجوم صارخ من زيلينسكي على إسرائيل
في السياق نفسه؛ قال وزراء إسرائيليون، لقناة (12) الخاصة، (لم تسمهم)، إن "خطاب زيلينسكي كان هجوماً صارخاً ومفرطاً على إسرائيل". ونقلت القناة عن الوزراء قولهم: "خطاب الرئيس الأوكراني لا يعكس الجهد الإسرائيلي في كل القطاعات. تبذل إسرائيل قصارى جهدها لمساعدة الأوكرانيين".
في حين وحسبما نقلت وكالة أسوشييتدبرس الأمريكية يوم الأحد 20 مارس/آذار 2022 فقد دعا الرئيس الأوكراني إسرائيل إلى اتخاذ موقف أقوى ضد روسيا، حيث قارن غزو بلاده بالفظائع التي ارتكبتها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
كذلك وفي الخطاب الذي ألقاه أمام الكنيست اتهم فولوديمير زيلينسكي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة تنفيذ "حل دائم" ضد أوكرانيا. كان هذا هو المصطلح الذي استخدمته ألمانيا النازية للإبادة الجماعية لحوالي 6 ملايين يهودي.
أشار زيلينسكي أيضاً إلى أن هجوماً صاروخياً روسياً ضرب مؤخراً بابي يار في أوكرانيا، حيث ذبح النازيون أكثر من 30 ألف يهودي على مدار يومين في عام 1941. الموقع الآن هو النصب التذكاري الرئيسي للمحرقة في أوكرانيا، وقال: "أنت تعرف ما يعنيه هذا المكان، حيث دُفن ضحايا الهولوكوست".
زيلينسكي يدعو إسرائيل لمعاقبة روسيا
كما قال حسبما نقلت وكالة رويترز: "بمقدورنا أن نتساءل لماذا لا نستطيع تلقي أسلحة منكم. لماذا لم تفرض إسرائيل عقوبات قوية على روسيا أو لا تضغط على شركات روسية. في الحالتين، القرار لكم، الإخوة والأخوات، وبعد ذلك يجب أن تتقبلوا نتيجة إجابتكم". وتنفي روسيا استهداف مدنيين فيما تصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.
جاءت كلمة زيلينسكي للكنيست الإسرائيلي بعد يوم من تصريحات وجهها إلى سويسرا السبت، طالب فيها باتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب المليارات المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذين قال إنهم يساعدون في الحرب على بلاده من "البلدات السويسرية الجميلة" الآمنة.
ففي كلمة عبر رابط صوتي للآلاف الذين شاركوا في احتجاج مناهض للحرب في برن، وجه الرئيس الأوكراني الشكر لسويسرا على دعمها منذ بداية الغزو الروسي لبلاده، ولكن كانت لديه رسالة واضحة أيضاً بشأن القطاع المالي السويسري.
الرئيس الأوكراني كذلك قال من خلال مترجم: "مصارفكم هي المكان الذي يضم أموال الأشخاص الذين أطلقوا العنان لهذه الحرب. هذا مؤلم. تجميد حساباتهم يعد أيضاً حرباً ضد الشر. ستكون حرباً أيضاً ويمكنكم القيام بذلك". وأضاف: "يشعر الأوكرانيون بالإحباط حينما يتم تدمير المدن. يتم تدمير مدنهم بأمر من الناس الذين يعيشون في أوروبا في البلدات السويسرية الجميلة.. الذين يستمتعون بالممتلكات في مدنكم. سيكون من الجيد حقاً تجريدهم من هذا الامتياز".
يذكر أنه وفي 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
فيما تشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".