اتهمت السلطات الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية المُحاصرة الجيش الروسي بقصف مدرسة تؤوي نحو 400 شخص، وتحدثت عن وجود ضحايا تحت الأنقاض، الأحد 20 مارس/آذار 2022.
مجلس مدينة ماريوبول ذكر أن القوات الروسية استهدفت مدرسة للفنون، ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن السلطات المحلية قولها إن القصف تسبب بتدمير مبنى المدرسة.
لم ترد أنباء فورية عن وقوع وفيات، كما لم يصدر تعليق من الجانب الروسي بخصوص اتهامه من قبل سلطات ماريوبول بقصف المدرسة، كما لم يتسن التأكد من الرواية الأوكرانية من مصادر مستقلة.
يأتي اتهام أوكرانيا لروسيا بقصف المدرسة بعد 4 أيام من اتهام كييف لموسكو بقصف مسرح في ماريوبول، كان يحتمي فيه مدنيون، فيما ردت موسكو بأن القصف "استفزاز دموي"، نفذته وحدات "آزوف" التابعة للجيش الأوكراني، بحسب قولها.
السلطات الأوكرانية قالت إنه تم إنقاذ 130 شخصاً، لكن لا يزال عدد أكبر منهم تحت الأنقاض.
تفرض القوات الروسية على مدينة ماريوبول حصاراً شديداً، وتوجد بالمدينة ميناء استراتيجي انقطعت عنه إمدادات الطاقة والغذاء والمياه ويتعرض لقصف مستمر، وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، إن حصار ماريوبول سيدخل التاريخ، بسبب ما قال إنها "جرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية".
تتحدث عائلات في ماريوبول عن جثث ملقاة في الشوارع لأيام، وجوع وعطش وبرد شديد في الليالي الأخيرة في أقبية في درجة حرارة دون الصفر، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
قصف من البحر
في الموازاة مع ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد 20 مارس/آذار 2022، إن قواتها قصفت أوكرانيا بصواريخ كروز من سفن في البحر الأسود وبحر قزوين.
المتحدث باسم وزارة الدفاع إيجور كوناشينكوف، قال إن روسيا نفذت ضربات على البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، مساء أمس السبت وصباح اليوم الأحد.
أضاف كوناشينكوف أن "صواريخ كروز من طراز كاليبر أطلقت من مياه البحر الأسود على مصنع نيجين، الذي يقوم بإصلاح العربات المدرعة الأوكرانية التي تضررت خلال القتال"، وفق قوله.
كذلك أفاد كوناشينكوف بأن روسيا أطلقت صواريخ كروز من طراز "كاليبر" من بحر قزوين، وصواريخ "كينجال"، التي تعني الخنجر، وتفوق سرعتها سرعة الصوت، من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم لتدمير منشأة لتخزين الوقود يستخدمها الجيش الأوكراني.
يأتي هذا فيما يتفاقم الوضع الإنساني في المدن الأوكرانية الكبرى، التي لا تزال تتعرض للضربات الروسية، ولم تتوقف الهجمات في العاصمة كييف وفي ميكولاييف (جنوب) وخاركيف المدينة الكبيرة الناطقة بالروسية في شمال غرب البلاد، وقتل فيها 500 شخص على الأقل منذ بداية النزاع، حسب أرقام رسمية أوكرانية.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
تشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".