كشفت صور أقمار صناعية نُشرت السبت 19 مارس/آذار 2022، أن عمليات حفر يقوم بها الجيش الروسي في الشمال الغربي من العاصمة الأوكرانية كييف، حيث تتمركز قافلة طويلة من الدبابات أوقفت تقدمها منذ الأيام الأولى للهجوم بعد مقاومة عنيفة شهدتها.
وفقاً لتحليل شركة "ماكسار" وصور الأقمار الصناعية التي نشرتها، فإن الجيش الروسي يقيم سواتر ترابية حول معداته العسكرية شمال غربي العاصمة الأوكرانية.
تُظهر صور الأقمار الصناعية الجديدة السواتر الوقائية حول المعدات العسكرية الروسية بالقرب من أوزيرا وقاعدة أنتونوف الجوية.
كما شوهدت معدات عسكرية روسية إضافية وبعض أعمال بناء الساتر الترابي في قريتي زدفيجيفكا وبيريستانكا الواقعتين في أقصى الشمال الغربي.
وسبق أن أظهرت فيديوهات نشرتها وسائل إعلام وناشطون استهداف دبابات وأرتال عسكرية روسية عبر الطائرات المسيرة الأوكرانية في أكثر من موقع شمال وجنوب البلاد منذ بدء هجوم موسكو في 24 فبراير/ شباط 2022.
اقرأ أيضاً
القافلة الأضخم تعيد تمركزها
يشار إلى أنّ توقف القافلة العسكرية الروسية الأضخم والتي كانت متوجهة نحو العاصمة كييف بعد دخولها الحدود الأوكرانية من بيلاروسيا، قد أثار أسئلة لدى أجهزة استخبارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
تقول الاستخبارات الأمريكية إنها ما تزال تقيّم الأنباء الواردة من قِبل السلطات الأوكرانية، بخصوص أن القافلة العسكرية الروسية متوقفة عن الحركة، مشيرة إلى عدم وجود ما يدعو إلى التشكيك في ادعاءات أوكرانيا بأنهم ساهموا في توقف القافلة.
تذكر وزارة الدفاع البريطانية ثلاثة أسباب لهذا التأخر، أولها المقاومة الأوكرانية الشرسة، والأعطال الميكانيكية لآليات القافلة، واكتظاظ الآليات في الطريق.
بينما صرح مسؤول أمريكي في وزارة الدفاع بأن القافلة تعاني من نقص في الوقود والطعام، وأن الروس سيتعلمون من هذه الأخطاء والعثرات، وسيحاولون التغلب عليها.
إضافة إلى ما ذكر من مشاكل لوجيستية متعلقة بالطعام والوقود؛ تذكر الـBBC تقارير تتحدث عن إطارات الآليات منخفضة الجودة، وقليلة الصيانة، إضافة إلى مشاكل متعلقة بأجهزة اتصالات القافلة.
ونقلت BBC عن البنتاغون أن هناك تقارير تتحدث عن أن المقاومة الأوكرانية أحد أسباب تأخر القافلة، لكن البنتاغون لا يستطيع تأكيد ذلك بشكل كامل ومستقل.
كما أن التقديرات تشير إلى أن المقاومة الأوكرانية قد تكون تسببت بانخفاض معنويات الجنود الروس في القافلة، ما يسهم في تأخيرها.
فيما تذكر التقارير أنّ توقف قافلة بهذا الحجم، حيث يبلغ طولها 64 كيلومتراً من الدبابات والمعدات العسكرية، يشكل خطراً على جهود روسيا العسكرية في أوكرانيا.
أولاً لأن هذه القافلة هي الجسم الأساسي لمحاولات روسيا للهجوم على كييف، وبالتالي فهي هدف كبير وثابت بالنسبة للقوات الأوكرانية المدافعة.
كما أنّ توقف قافلة بهذا الحجم، وبطول 64 كيلومتراً، يعني تدهوراً لمعنويات وانضباط الجنود في القافلة، وذلك خطير جداً قبل الدخول في معركة ضخمة، كمعركة كييف.
يُذكر أن الأخبار عن القافلة بدأت بالظهور منذ الأسبوع الماضي، وشكلت أنباء تقدمها خوفاً كبيراً من إمكانية حصار مدينة كييف، تمهيداً لبدء قصفها ومحاولة دخولها والسيطرة عليها.
وقد بدأت القافلة تقدمها منذ الأيام الأولى لبدء العملية العسكرية الروسية، الخميس 24 فبراير/شباط 2022، وقصفت روسيا مبكراً المدن الرئيسية الأوكرانية، وبدأت قواتها تقدماً داخل الأراضي الأوكرانية.