قال مسؤولون، السبت 19 مارس/آذار 2022، إن واردات النفط الهندية من الولايات المتحدة ستزيد 11% هذا العام، في الوقت الذي تتطلع فيه الدولة التي تحتاج بشدة لاستيراد الطاقة، إلى تأمين إمدادات من الدول المنتجة في العالم، ومن بينها روسيا الخاضعة لعقوبات قاسية.
وتهدد القفزة بأسعار النفط في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا بإشعال التضخم في الهند واستنزاف المالية العامة والإضرار بالنمو بينما تخرج البلاد من تباطؤ اقتصادي تسببت فيه جائحة كورونا.
فيما تواجه الهند انتقادات غربية لعلاقاتها السياسية والأمنية مع موسكو، ويقول البعض إن روابط التجارة بين الهند وروسيا ستساعد موسكو في تمويل الحرب بأوكرانيا، وحثت الهند على إنهاء العنف في أوكرانيا لكنها امتنعت عن التصويت ضد روسيا.
فيما قال رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، في اجتماع مع نظيره الهندي ناريندرا مودي، خلال زيارة، إنه سيدعو إلى تبني موقف موحد من أزمة أوكرانيا.
ويشار إلى أن الهند تشتري معظم احتياجاتها النفطية من الشرق الأوسط، لكن الولايات المتحدة باتت رابع أكبر مصدر للواردات الهندية، وقال مسؤول حكومي مطلع تحدث إلى وكالة رويترز، إن الإمدادات الأمريكية ستزيد هذا العام.
ويقدم العراق 28% من احتياجات الهند النفطية، تليه السعودية بنسبة 18%، والإمارات بنسبة 11%، وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته تماشياً مع سياسة الحكومة، إن نصيب الولايات المتحدة من السوق الهندية سيرتفع إلى 8% هذا العام.
الهند تعزز علاقاتها بروسيا
ويأتي هذا بعدما كشف مسؤول حكومي هندي أن نيودلهي اشترت 3 ملايين برميل من النفط الخام من روسيا لتأمين احتياجاتها من الطاقة، مما يعزز نية الهند الحفاظ على العلاقات التجارية والعسكرية واسعة النطاق مع موسكو.
صحيفة The Washington Post الأمريكية نقلت عن المسؤول الحكومي، قوله إن الهند أكبر مستورد للنفط في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، قد اشترت هذه الكمية بخصمٍ كبير في سعرها.
بحسب المسؤول، فإن الصفقة المعلن عنها "صغيرة نسبياً إذا قيست إلى حجم الإنتاج الروسي والطلب الهندي"، إلا أنه لم يخفِ توقعه بأن الهند قد تستورد كميات أكبر في الأشهر المقبلة.
وفي الأشهر المقبلة، من المرجح أن تستمر تجارة الهند مع روسيا في مجال آخر مهم إلى جانب النفط، وهو الصناعات العسكرية، لاسيما أن 85% من الأسلحة الهندية جاءت من الاتحاد السوفييتي وروسيا، وفقاً لدراسة أجراها "مركز ستيمسون" الأمريكي في عام 2021.
يقول آميت كوشيش، المسؤول المتقاعد في وزارة الدفاع الهندية، إن القوات المسلحة لبلاده قد تُشلُّ شللاً شديداً في غضون عام إذا لم تستطِع التجارة مع روسيا الاستمرار.
وأوضح آميت أن التعاون في القطاع العسكري بين البلدين يتضمن "ذخائر واتفاقات تجميع فرعية وتراخيص مهمة، وكلها ستنتهي، ولن يكون من مصلحة الولايات المتحدة إعاقة شريكٍ مهم لها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو تنفيره بسبب العقوبات".