قالت صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 18 مارس/آذار 2022، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يجد نفسه عاجزاً عن الحصول على إمدادات "البوتوكس" بسبب العقوبات التي تفرضها شركات الأدوية العالمية على روسيا.
كانت سلسلةٌ من الشركات المُصنِّعة للأدوية، بما فيها مجموعة "إيلاي ليلي" الأمريكية للصناعات الدوائية، وشركة صناعة الأدوية السويسرية نوفارتس، وشركة آبفي المتخصصة في إنتاج الأدوية البيولوجية، قامت بتخفيض عملياتها في روسيا كجزء من معاقبة البلاد لهجومها على أوكرانيا.
توقف شركات الأدوية
حيث قالت شركة الأدوية "إيلي ليلي" إنها ستواصل إمداد روسيا بالعقاقير اللازمة لعلاج الحالات الطبية الحرجة مثل السرطان والسكري، لكنها ستعلق مبيعاتها مما وصفته "بالعقاقير غير الضرورية"، كما ستعلق جميع استثماراتها هناك ولن تبدأ بعد الآن دراسات سريرية جديدة في البلاد.
الشركة الأمريكية أشارت إلى أنها أوقفت أيضاً الأنشطة الترويجية وتصدير الأدوية غير الأساسية إلى روسيا، دون أن تذكر أسماء تلك الأدوية.
من جهتها، أكدت شركة أبفي الأمريكية، التي تنتج علاج "البوتوكس" الشهير للتجاعيد، أنها علَّقَت مؤقتاً عملياتها لجميع منتجاتها التجميلية في البلاد.
كذلك لفتت شركة الأدوية السويسرية نوفارتس على أنها ستوقف جميع استثماراتها وأنشطة التسويق هناك، وأيضاً كل الفعاليات العلمية التي تنظمها الشركة أو أطراف خارجية في روسيا.
كما أعلنت شركة جونسون آند جونسون وقف عمليات التسجيل في أوكرانيا وروسيا وروسيا البيضاء، وكذلك وقف افتتاح أي مواقع جديدة، لكنها ملتزمة بتوفير المنتجات الصحية الضرورية.
بحسب صحيفة The Independent البريطانية، ربما يكون بوتين نفسه هو من سيتأثَّر بشكلٍ خاص بهذا التطوُّر الأخير.
هل سيحصل بوتين على "البوتوكس"؟
إذ أُفيدَ منذ فترةٍ طويلة بأن الزعيم الروسي، البالغ من العمر 69 عاماً، يستخدم "البوتوكس"، وقد يكون على وشك العجز عن الحصول على إمداداتٍ من هذا العلاج.
كانت صحيفة The Guardian البريطانية قد غطت، قبل عقدٍ مضى، الشائعات المُتداوَلة على وسائل التواصل الاجتماعي حول استخدام الزعيم الروسي للبوتوكس.
ومن المفارقة أن هذه الشائعات بدأت بعد زيارة إلى العاصمة الأوكرانية كييف في أكتوبر/تشرين الأول 2011 عندما كان يشغل منصب رئيس وزراء روسيا.
آنذاك، ظَهَرَ بوتين في اجتماعٍ وتبرز كدمةٌ باللونين الأزرق والأصفر حول عينه، وخمَّن المدوِّنون في جميع أنحاء روسيا أن تكون هذه الكدمة نتيجةً لحقن البوتوكس.
نفي روسي
في المقابل، اضطر المتحدث باسم بوتين إلى إصدار نفي، إذ قال: "ربما يكون ذلك بسبب زاوية سقوط الضوء، أو أن رئيس الوزراء مُتعَب".
أيضاً أشارت مجلة New Times الروسية إلى هذا الموضوع في وقتٍ سابق من العام، بمقالةٍ حملت عنوان "ماذا حدث لوجه بوتين؟".
فقد ذكرت المجلة أن أربعة من جرَّاحي التجميل الذين قابلتهم زعموا أن الزعيم الروسي ربما أجرى جراحةً تجميلية، ومن المُرجَّح أنه خضع لحقن البوتوكس في جبهته.
بينما لم يكن هناك ردٌّ فوري على أسئلةٍ من صحيفة The Independent البريطانية، من جانب بعثة روسيا في الأمم المتحدة في نيويورك أو السفارة الروسية في واشنطن أو وزارة الخارجية في موسكو.
في حين لم ترد شركة أبفي الأمريكية على الفور على أسئلةٍ حول ما إذا كان تعليق المبيعات في روسيا يهدف بشكل خاص إلى التأثير على بوتين.
فيما قالت الشركة، في بيان على موقعها على الإنترنت: "قلوبنا مع الشعب الأوكراني والمتضرِّرين في جميع أنحاء المنطقة. بصفتنا شركة أدوية بيولوجية عالمية، فإننا نتحمَّل مسؤوليةً تجاه المرضى الذين يعتمدون على أدويتنا".
يشار إلى أن الشركات الغربية تعرضت لضغوط لمغادرة روسيا، لكن قطاع الرعاية الصحية لم ينسحب من البلاد، لأن العقاقير والأجهزة والمعدات الطبية تعتبر ضرورية لأسباب إنسانية كما أنها مستبعدة من العقوبات.