لن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة 18 مارس/آذار 2022 على دعوة صاغتها روسيا لإتاحة وصول المساعدات وحماية المدنيين في أوكرانيا، إذ اتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة الدول الغربية بممارسة "ضغوط لم يسبق لها مثيل" ضد الإجراء.
إذ قال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة: "كثير من الزملاء من العديد من الوفود يخبروننا عن ضغوط لم يسبق لها مثيل يمارسها الشركاء الغربيون وأنهم يتعرضون للي الذراع بطرق منها الابتزاز والتهديدات". وأضاف نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن بخصوص الوضع الإنساني في أوكرانيا، عُقد بناء على طلب الأعضاء الغربيين: "نتفهم مدى صعوبة تحمل تلك الدول لهذا النوع من الهجوم".
وقال دبلوماسيون إن الخطوة الروسية كانت ستفشل لأن معظم الأعضاء الخمسة عشر سيمتنعون على الأرجح عن التصويت على مشروع القرار لأنه لا يتطرق للمحاسبة أو يقر بغزو موسكو لجارتها ولا يدعو لإنهاء القتال أو سحب القوات الروسية.
فيما قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد لوكالة رويترز بعد الاجتماع: "الوحيدون الذين يقومون بلي الذراع هنا هم الروس وهم مضطرون لذلك إن أرادوا نيل دعم من أي أحد". وقال نيبينزيا إن روسيا طلبت بدلاً من ذلك أن يجتمع المجلس يوم الجمعة أيضاً ولكن لمناقشة "المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا باستخدام الوثائق الجديدة التي حصلنا عليها خلال العملية العسكرية الخاصة".
فيما قالت توماس جرينفيلد الأسبوع الماضي في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول نفس القضية، طلبت روسيا أيضاً عقده، إنه لا توجد مختبرات أسلحة بيولوجية أوكرانية تدعمها الولايات المتحدة، وقالت الأمم المتحدة أيضاً إنه لا دليل لديها على امتلاك أوكرانيا برنامج أسلحة بيولوجية.
تصف روسيا غزو أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة" تستهدف البنية التحتية العسكرية للبلاد. وتنفي مهاجمة المدنيين.
فيما قالت مسؤولة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو أمام مجلس الأمن الخميس، إن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة سجلت مقتل 726 شخصاً، من بينهم 52 طفلاً، وإصابة 1174 آخرين، من بينهم 63 طفلاً، في الفترة بين 24 فبراير/شباط و15 مارس/آذار لكنها أضافت أن "العدد الفعلي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير"، دون أن تلقي باللوم على أي من طرفي الصراع.
وتابعت ديكارلو: "معظم هؤلاء الضحايا سقطوا نتيجة استخدام أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق في مناطق مأهولة بالسكان. كما تعرضت مئات المباني السكنية وكذلك المستشفيات والمدارس لأضرار جسيمة أو التدمير".
كما أشارت إلى أنه "لا يمكن إنكار حجم الخسائر في صفوف المدنيين ودمار البنية التحتية المدنية في أوكرانيا. هذا يتطلب تحقيقاً شاملاً ومحاسبة المسؤولين".
فيما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس لمجلس الأمن إن المنظمة تحققت من 43 هجوماً على قطاع الرعاية الصحية في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات، من بينهم عاملون في المجال الصحي وأضاف تيدروس: "في أي صراع، تعتبر الهجمات على الرعاية الصحية انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني"، دون أن يحدد الجهة المسؤولة عن تلك الهجمات.