قال مسؤول حكومي هندي إن نيودلهي اشترت 3 ملايين برميل من النفط الخام من روسيا لتأمين احتياجاتها من الطاقة، مما يعزز من نية الهند من للحفاظ على العلاقات التجارية والعسكرية واسعة النطاق مع موسكو، على النقيض من العقوبات الأمريكية والدعوات الغربية إلى عزل روسيا.
صحيفة The Washington Post الأمريكية نقلت، الخميس 17 مارس/آذار 2022، عن المسؤول الحكومي قوله إن الهند أكبر مستورد للنفط في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، قد اشترت هذه الكمية بخصمٍ كبير في سعرها.
بحسب المسؤول، فإن الصفقة المعلن عنها "صغيرة نسبياً إذا قيست إلى حجم الإنتاج الروسي والطلب الهندي"، إلا أنه لم يخفِ توقعه بأن الهند قد تستورد كميات أكبر في الأشهر المقبلة.
تجاوز العقوبات الأمريكية
فيما أشار مسؤولان هنديان آخران إلى أن الحكومة الهندية تبحث أيضاً عن طرق أخرى للحفاظ على تجارتها مع روسيا من خلال إحياء ترتيبات تعود إلى حقبة الحرب الباردة تُسمى "تجارة الروبية [الهندية] والروبل [الروسي]".
هذه الآلية ستكون شبيهة بدفتر حسابات خاص بالبلدين يتيح للشركات الهندية والروسية تسيير التجارة بينهما من دون الحاجة إلى استخدام الدولار الأمريكي، بهدف تقليص مخاطر العقوبات الأمريكية المحتملة.
وتحدث المسؤولون الهنود الثلاثة -شريطة عدم الكشف عن هوياتهم- قال أحدهم إن "دفاتر الروبل والروبية" من الممكن إنشاؤها للتهرب من عقوبات الولايات، مشيراً إلى أن الهند تتاجر مع إيران، التي تخضع أيضاً لعقوبات أمريكية، باستخدام ترتيب تجاري مماثل لدفاتر الروبل والروبية.
مع ذلك، فإن مشتريات الهند من النفط الروسي لن تؤدي على الأرجح إلى تغيير كبير في أثر العقوبات الغربية على روسيا، فأكبر عملاء روسيا هم أوروبا والصين، وتشير بيانات صادرة عن شركة "بلاتس" S&P Global Commodity Insights، إلى أن الهند استحوذت على 3 % فقط من صادرات روسيا النفطية في عام 2021، وأنها تحصل على الحصة الأكبر من نفطها من الخليج العربي.
تجارة في القطاع العسكري
وفي ظل ذلك، كشف بيان صادر عن الكرملين أن ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، اتصل بوزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، للحديث عن اهتمام روسيا "بجذب الاستثمارات الهندية إلى قطاع النفط والغاز الروسي، وتوسيع شبكة مبيعات الشركات الروسية في الهند".
فيما قال بوري في البرلمان الهندي إن إدارة ناريندرا مودي تعمل جاهدةً لإبقاء أسعار الغاز منخفضة، وإنه يجري محادثات مع "جميع المستويات" في الحكومة الروسية لإبرام صفقة معها. لكن بخلاف ذلك، فإن وزارة النفط الهندية لم تعلق علناً على الأمر.
في الأشهر المقبلة، من المرجح أن تستمر تجارة الهند مع روسيا في مجال آخر مهم إلى جانب النفط، وهو الصناعات العسكرية، لا سيما أن 85 % من الأسلحة الهندية جاءت من الاتحاد السوفييتي وروسيا، وفقاً لدراسة أجراها "مركز ستيمسون" الأمريكي في عام 2021.
يقول آميت كوشيش، المسؤول المتقاعد في وزارة الدفاع الهندية، إن القوات المسلحة لبلاده قد تشلُّ شللاً شديداً في غضون عام إذا لم تستطِع التجارة مع روسيا الاستمرار.
وأوضح آميت أن التعاون في القطاع العسكري بين البلدين يتضمن: "ذخائر واتفاقات تجميع فرعية وتراخيص مهمة، وكلها ستنتهي، ولن يكون من مصلحة الولايات المتحدة تعويق شريكٍ مهم لها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو تنفيره بسبب العقوبات".