قرر الاتحاد الأوروبي وبريطانيا توسيع الخطوات المتخذة ضد موسكو وفرض حظر على صادرات السلع الكمالية إلى روسيا، في خطوة سبقت إليها واشنطن وتسعى من خلالها لاستهداف نمط حياة "الأوليغارش"، وهي الطبقة الغنية المقربة من بوتين.
بدأت ملامح العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بعد غزوها أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022 تتضح بشكل ملموس، بدءاً من انهيار الروبل ووصولاً إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين الروس. لكن الغربيين يريدون أن يصعبوا أكثر فأكثر حياة حفنة من الشخصيات المقربة من فلاديمير بوتين.
حيث أصبحت العقوبات الغربية تستهدف النخب الروسية بشكل مباشر، وذلك بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي الثلاثاء حظر صادرات السيارات الفاخرة والشمبانيا والمجوهرات والسلع الثمينة إلى روسيا وهي المفضلة لدى الأوليغارش.
يتعلق الأمر تحديداً بالسلع التي تزيد قيمتها عن سقف معين مثل مبلغ 50 ألف يورو فيما يخص السيارات، بحسب ما نقل موقع "فرانس 24" الفرنسي، الخميس 17 مارس/ آذار 2022.
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن "أولئك الذين يدعمون آلة بوتين الحربية لا ينبغي أن يكونوا قادرين على التمتع بنمط حياتهم الفخم فيما تتساقط القنابل على الأبرياء في أوكرانيا".
بدورها، بادرت بريطانيا إلى اتخاذ خطوة مماثلة وفرضت حظراً على قطاع الموضة وأيضاً الأعمال الفنية.
كانت الولايات المتحدة قد اتخذت قرارات مماثلة قبل بضعة أيام، تعتبر استثنائية، حيث إن الصادرات الكمالية كانت في السابق محظورة حصراً على كوريا الشمالية.
وقال البروفيسور جان فيركويل من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية: "هذه الرسالة موجهة إلى النخبة بهدف جعلها تفهم أنه لا يزال هناك وقت للانفصال عن فلاديمير بوتين". مضيفاً أن هناك ارتباطاً "انفصامياً" لدى الأوليغارش مع الرفاهية الأوروبية والأمريكية.
ربما لن تؤثر عليهم
رغم ذلك، لا يبدو أن للعقوبات الجديدة فرصة لإرباك نمط الحياة المترف لكبار الضباط ورجال الأعمال والسياسيين، الذين يسيرون في ركب الكرملين. حيث قال برونو لافانيا صاحب كتاب "الجغرافيا السياسية للرفاهية" ومحرر إيرولس: "مطاردة هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بقوة مالية هائلة تبقى معقدة، حيث إنهم يسافرون ولديهم عادة جنسية مزدوجة".
بدوره، يشرح موقع لوكوريي إنترناشيونال: "غادر أثرياء أوليغارش روس بلدهم للاستقرار والاستثمار في الإمارات العربية المتحدة أو تركيا، بهدف حماية أصولهم المالية، ولكن أيضاً للتمتع بنمط حياة مميز، حسبما أفادت صحيفة البيان الإماراتية".
من بين هؤلاء، رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، الذي سبق أن حطت طائرته عدة مرات في إسطنبول منذ بداية شهر مارس/آذار. فعلى النقيض من جيرانها الأوروبيين، لا تفرض تركيا قيوداً على الطائرات الروسية أو اليخوت الفخمة التي رست في موانئها خلال الأسابيع الأخيرة.
في المقابل، وللحصول على الشمبانيا والملابس والساعات الفاخرة، يبدو أن كازاخستان هي بمثابة بوابة مثالية للأثرياء الروس، ويوضح جان فيركويل بهذا الشأن أنه "يوجد اتحاد اقتصادي أورو-آسيوي سيسمح للنخب الروسية باقتناء هذه السلع دون دفع رسوم جمركية إضافية".