احتجزت السلطات الإسبانية، الأربعاء 16 مارس/آذار 2022، يختاً كبيراً فاخراً، يُقال إنه مملوك لثريٍّ من نخبة الحكم الروسية الخاضعة للعقوبات، وهو خامس يخت يُصادر لأثرياء روس منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا وما رافقها من عقوبات، بحسب صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 17 مارس/آذار 2022.
بحسب الصحيفة، فإن اليخت "كريسنت" Crescent، يبلغ طوله 135 متراً، ويصل ثمنه إلى نحو 603 ملايين دولار أمريكي، وهو مملوكٌ لرئيس شركة النفط العملاقة "روسنفت"، إيغور سيتشين.
من جانبها، قالت وزارة النقل الإسبانية، في بيان، إن المسؤولين اتخذوا إجراءات المُصادَرة لليخت، الذي كان راسياً في ميناء تارغوانا في مدينة كاتالونيا.
فيما كشف موقع "مارين ترافيك" Marine Traffic، المتخصص في متابعة حركة السفن والنقل البحري عالمياً، أن القارب وصل إلى إسبانيا قادماً من إيطاليا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وأن وثائقه مسجلة في جزر كايمان البريطانية.
يشار إلى أن سيتشين حليفٌ مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وواحد من أصحاب المليارات الروس، الذين فرض عليهم الاتحاد الأوروبي عقوبات، في 28 فبراير/شباط 2022، شملت تجميد جميع أصوله في أوروبا.
بحسب الصحيفة، فإن سيتشين واحد من أكثر أفراد النخبة الحاكمة الروسية نفوذاً، ولا تقتصر أسباب ذلك على أن شركة روسنفت من أكبر شركات إنتاج النفط في العالم، ولكن لأنه -بحسب المزاعم- يعمل بالتعاون مع الدولة الروسية، وعلى اتصال منتظم مع بوتين.
يأتي قرار إسبانيا ضمن مجموعة من عمليات المصادرة التي ترمي إلى معاقبة أولئك الذين يغلب على الظن أنهم مرتبطون بالزعيم الروسي، بعد أن شنَّ هجومه على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
اليخت الخامس
قبل خمسة أيام، صادرت السلطات الإيطالية يختاً تبلغ قيمته 698 مليون دولار أمريكي، يملكه أندريه ميلينشينكو، الذي ينتمي إلى النخبة الحاكمة الروسية أيضاً.
حيث ذكر بيان صادر عن شرطة الأموال الإيطالية، أن اليخت الذي يحمل اسم "إس واي أيه" SY A، كان راسياً في ميناء ترييستي شمال شرقي البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، فقد نفذت فرنسا مداهمةً ليلية صادرت فيها يخت "أموري فيرو" Amore Vero، وهو يخت فاخر يبلغ طوله 86 متراً، في أثناء محاولته الفرار من العقوبات.
وقد ورد أن طاقم اليخت سارعوا للخروج به من حوض السفن، الذي كان يصلَّح فيه في لا سيوتا، على مشارف مرسيليا، لكن مجموعة من ضباط الجمارك عاجلوهم بالصعود على سطح اليخت وأعلنوا مصادرته.
بلغ مجموع اليخوت التي صادرتها الحكومات الأوروبية إجمالاً 5 يخوت عملاقة، وقد كانت تلك اليخوت زمناً طويلاً إحدى العلامات على الثروات غير العادية التي جنتها النخبة الحاكمة الروسية.
من جهة أخرى، فإن القوانين الحالية في معظم أنحاء أوروبا، تشترط قبل الاستحواذ فعلياً على أي أصل، أن تكون الحكومة المعنية بالمصادرة قادرة على إثبات أن الأصل المعني إما استُخدم في جريمة، وإما اشتُري من عائدات نشاط غير قانوني.