الإندبندنت: عملاء روس تسللوا للقاعدة العسكرية الأوكرانية التي قصفتها موسكو وقتلت فيها العشرات

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/16 الساعة 22:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/16 الساعة 22:10 بتوقيت غرينتش
آثار الدمار الذي خلفه القصف الروسي في أوكرانيا/ getty images

تسلل بعض العملاء الروس، على ما يبدو، إلى القاعدة العسكرية الأوكرانية التي قصفتها موسكو مؤخراً بالصواريخ، وقتلت فيها 35 شخصاً على الأقل، يُعتقد أن بينهم ثلاثة بريطانيين، طبقاً لما أوردته صحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 15 مارس/آذار 2022.

كانت القوات الروسية أطلقت يوم الأحد 13 مارس/آذار، نحو 30 صاروخاً من طراز صواريخ كروز على قاعدة يافوريف العسكرية، الواقعة بالقرب من مدينة لفيف الأوكرانية، على بعد نحو 24 كيلومتراً من الحدود مع بولندا.

على أثر ذلك، فتحت السلطات البريطانية تحقيقاً في الحادث، وسط مخاوف من كون القتلى الثلاثة جنوداً بريطانيين سابقين في القوات الخاصة.

فيما ذكرت صحيفة The Daily Mirror البريطانية أن تحقيقات استخباراتية تشتبه في أن عميلاً روسيّاً تظاهر بأنه مقاتل أجنبي، وتسلل إلى القاعدة العسكرية، ثم سرّب المعلومات الاستخباراتية الخاصة بالقاعدة إلى الكرملين قبل الهجوم.

"تغيير ولاء" مقاتلين أجانب

بحسب الصحيفة ذاتها، يعتقد مسؤولون في أجهزة استخبارات غربية وأوكرانية أن أجهزة الاستخبارات الروسية، سواء "مديرية المخابرات الرئيسية الروسية" (GRU) أم "خدمة المخابرات الخارجية" (SVR)، نجحت في "تغيير ولاء" مقاتلين أجانب في هذه القاعدة التي تم استهدافها.

جانب من احتراق مبنى سكني في منطقة سفياتوشينسكي بضواحي العاصمة كييف/ الأناضول

كما أضافت أن المجندين الأجانب البالغ عددهم 1500، أرسلوا إحداثيات الموقع ومعلوماته الرئيسية إلى موسكو قبل أن يفروا من القاعدة ومعهم جهاز بحجم الكمبيوتر المحمول قبل لحظات من الضربات الصاروخية.

وأشارت الصحيفة إلى أن وكالة الاستخبارات والأمن الأوكرانية التابعة لجهاز الأمن العام، تحقق في هذه المزاعم وسط اشتباه في أن لروسيا جواسيس داخل القاعدة.

قصف روسي

بينما أكدت صحيفة Mirror أن القتلى البريطانيين الثلاثة كانوا مقاتلين سابقين في القوات الخاصة البريطانية، لكنهم لم يكونوا جزءاً من قوة المقاتلين الأجانب، وتشير التحقيقات إلى أن جميع الصواريخ انطلقت من داخل الأراضي الروسية.

إلا أن وزارة الخارجية البريطانية قالت إنه لم يرد إليها مقتل أي بريطاني في الغارة.

من جهة أخرى، قال مصدر للصحيفة: "كان عدد القتلى في الموقع أكبر مما قيل، ومازال العثور على جثث جارياً".

بحسب المصدر الذي لم يكشف عن هويته، يعد وجود عسكريين بريطانيين في القاعدة "أمر حرج للغاية، لأنه من المفترض أنه لا يوجد في أوكرانيا أفراد عسكريون بريطانيون ممن ما زالوا في الخدمة، فهذا سيكون محل نزاع كبير من الناحية السياسية".

كان الجيش الروسي قد أعلن، الأحد، عن توجيه "ضربة دقيقة لمراكز تدريب القوات الأوكرانية في منطقتي ستاريتشي ويافوروفسكي بمقاطعة لفيف"، مؤكداً أن تلك الضربة "قضت على 180 من المرتزقة الأجانب، ودمرت مخازن أسلحتهم وذخائرهم الغربية التي زودهم الناتو بها".

حرب متواصلة

في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الثالث؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.

أوكرانيا
أوكرانيا تعتمد على صواريخ جافلين في ضرب الدبابات الروسية – Getty Images

كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية​​​​​.

يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.

من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".

شروط موسكو

في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".

يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".

في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب وشُرِّد الملايين حتى الآن.

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

تحميل المزيد