سفن محملة بشحنات كبيرة من السكر تتحدى العقوبات وتتجه لموسكو.. الروس تهافتوا على شرائه

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/17 الساعة 19:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/17 الساعة 19:53 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين/ رويترز

أظهرت بيانات اطلعت عليها وكالة رويترز للأنباء، الخميس 17 مارس/آذار 2022، أن ما لا يقل عن خمس سفن تتجه نحو روسيا محملة بنحو 200 ألف طن من السكر الخام البرازيلي، من تجار أوروبيين، أي نحو ضعف الواردات السنوية للبلاد من السكر.

من جهتهم، قال متداولون إن حجم السكر المشحون مرتفع بشكل غير عادي، في إشارة إلى أن روسيا تستورد ما يقرب من 100 ألف طن من السكر سنوياً.

بينما لا تعد روسيا مستورداً أو مُصدراً مُهماً للسكر، ولكن الروس بدأوا في تخزين المواد المحلية.

كانت العقوبات الغربية التي تلت الغزو الروسي لأوكرانيا، أدت إلى زيادة الطلب على السكر وغيره من المواد الغذائية الأساسية هناك، وأصبحت أرفف المتاجر خاوية، بسبب تخزين الطعام، بحسب رويترز.

إلا أنه على الرغم من ذلك، قد تعرقل العقوبات حصول التجار على أموال مقابل شحناتهم.

وفي حين لا تشمل العقوبات مبيعات السكر، فإنها تشمل المعاملات المالية. وأكد محللون أيضاً أن القضايا الأمنية في البحر الأسود قد تعيق حركة السفن.

يشار إلى أن الأسعار قفزت في روسيا بنسبة 2.2% في الأسبوع الأول من الغزو، وكانت للمواد الغذائية حصة الأسد من هذه الارتفاعات.

على أثر ذلك، باتت أسعار السكر والحبوب أعلى بنسبة 20% في فبراير/شباط مقارنة بالعام الماضي.

من جهته، أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وهما من أكبر منتجي المحاصيل الزراعية عالمياً، ستؤدي على الأرجح إلى أزمة غذاء في إفريقيا والشرق الأوسط خلال الأشهر الاثني عشر إلى الثمانية عشر القادمة.

حرب متواصلة

في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الرابع؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.

كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية​​​​​.

يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.

أوكرانيا
أثار القصف الروسي على أوكرانيا/ رويترز

من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".

شروط موسكو

في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".

يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".

في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أجبرت الملايين من الأوكرانيين على الفرار من ديارهم.

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

تحميل المزيد