روسيا تنتقم من الغرب بالاستيلاء على طائرات بـ12.4 مليار دولار! موسكو تبدأ إجراءاتها المضادة للعقوبات

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/17 الساعة 08:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/17 الساعة 08:13 بتوقيت غرينتش
روسيا تستولي على الطائرات الأجنبية، صورة تعبيرية/getty images

بدأت روسيا خطواتها نحو "مصادرة" طائرات تجارية تبلغ قيمتها 12.4 مليار دولار، مملوكة من قبل شركات أمريكية وأوروبية، كرد على العقوبات الغربية عليها، بحسب ما نشرت وكالة CNN، الخميس 17 مارس/آذار 2022. 

يوم الإثنين، 14 مارس/آذار 2022، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً يهدف إلى مجابهة العقوبات الأمريكية، يسمح القانون لشركات الطيران الروسية بتسجيل طائرات داخل روسيا مع أنها بالأصل مستأجرة من الخارج. 

القانون الروسي سيمنح شركات الطيران الروسية القدرة على الإبقاء على هذه الطائرات، واستخدامها في الطيران المحلي، وسيصعب على شركات الطيران الأجنبية استرداد هذه الطائرات، ما لم تحصل على موافقة الحكومة الروسية. 

العقوبات على الطيران الروسي

فرضت أمريكا وأوروبا عقوبات على روسيا، تُمنع بموجبها شركات تأجير الطائرات من التعامل مع روسيا، وعليه فإن هذه الشركات ملزمة باسترجاع طائراتها من شركات الطيران الروسية، قبل نهاية شهر مارس/آذار 2022. 

كما أن الشركات الغربية المصنعة للطائرات، مثل إيرباص وبوينغ، قطعت إمداد قطع غيار الطائرات إلى روسيا، ما سيصعب مهمة إصلاح الطائرات الروسية في المستقبل. 

وتدير شركات الطيران الروسية 305 طائرات مصنعة من قبل إيرباص، و332 أخرى مصنعة من شركة بوينغ، بالإضافة إلى 83 طائرة أخرى مصنعة من قبل شركات أخرى، و144 طائرة مصنعة في روسيا. 

أزمة شركات التأجير

تظهر البيانات أن 85% من إجمالي الطائرات الأجنبية في روسيا، مملوكة لشركات تأجير طائرات، وتبلغ قيمة هذه الطائرات مجتمعة 12.4 مليار دولار. 

ليس هناك فكرة واضحة بعد عن الآلية التي ستتخذها هذه الشركات لاسترداد طائراتها، كما من الممكن أنها لن ترغب في استردادها أصلاً، بحسب CNN، وحتى الآن لم يصدر عن هذه الشركات تعليق على القرار الروسي. 

وفي حال عدم استرداد هذه الطائرات، فإن الشركات الغربية ستخسر مليارات الدولارات لصالح روسيا، والتي ستستفيد كثيراً من هذه الطائرات، حتى لو لم تستطع استخدامها خارج روسيا. 

أهمية الطائرات لروسيا

من الناحية الروسية، فإن هذه الطائرات ليست مهمة فقط لأجل تنفيذ الرحلات الخارجية، والتي أصبحت الآن معلقة بسبب حظر الطيران الروسي من دخول المجال الجوي للعديد من الدول. 

ولكن هذه الطائرات مهمة جداً للاقتصاد الروسي، وفقدانها يعني ضربة كبيرة للاقتصاد والتجارة الداخلية الروسية، والتي تعد الرحلات الجوية جزءاً مهما منه. 

روسيا هي أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وتحتوي على 11 توقيتاً زمنياً مختلفاً داخلها، ولذلك تحتاج روسيا لقطاع طيران فعال، لإبقاء اقتصادها عاملاً. 

فمثلاً، يحتاج قطاع الطاقة الروسي للطيران بشدة، لنقل مهندسي الطاقة، وعماله وأدوات كثيرة، من وإلى حقول النفط الروسية البعيدة. 

ورغم أن روسيا لا تحتاج إلى كل هذه الطائرات، فإن من المتوقع أنها ستستخدم الطائرات الفائضة كمصدر لقطع الغيار، في ظل منعها من شراء قطع الغيار من الخارج. 

مع ذلك فإنه من المتوقع ألا تستطيع روسيا الإبقاء على قطاع شركات الطيران طويلاً، مع منعها من الوصول إلى قطع الغيار، وإغلاق المجالات الجوية أمامها، ما يعني ضربة كبيرة للاقتصاد الروسي.

تحميل المزيد